دفن الثقافة والترفيه في بلدة إسبانية تاريخية

5

هل يعقل أن يدوس المرء على ثلاثة طوابق كاملة تحتضن سلسلةً من المساحات متعددة الأغراض دون أن يشعر بالذنب؟!

يبدو أن هذا ما سيحصل في بلدة تيرويل الإسبانية المصنّفة كإرثٍ عالمي من قِبل منظمة اليونسكو العالمية.

فقد ارتأت شركتا Mi5 و PKMNالمعماريتان أن يدفنا مركزاً ثقافياً وترفيهياً كاملاً تحت أرض ساحةٍ عامةٍ هناك.

ولكن لا يعني ذلك على الإطلاق أن يكون المركز مهملاً بعيداً عن الأنظار؛ فقد تم حشره جزئياً في الأرض ليستبدل قاعة تسوّق قديمة، ويتألق أسفل سقفٍ مزين بتصميم لاندسكيب مميز ينحدر إلى المستوى الأرضي بمنتهى الانسيابية، بينما تؤدي مصاعد مخصصة بالزوار إلى الطابقين الآخرين المدفونين تحت الأرض.

وفي أرجاء هذه الطوابق الثلاثة تمتد مساحات متعددة الأغراض، بما في ذلك مدرج يمكن استخدامه كقاعة محاضرات أو سينما، إلى جانب مساحة معرض كبيرة، يمكن استخدامها أيضاً لاستضافة الفعاليات، هذا عدا عن قاعةٍ رياضية ومركزٍ للمعلومات مخصص للسياح ومطعمٍ وبار.

أما ما يلي من المعلومات فهي بعض ما صدر عن شركة PKMN المعمارية:

تيرويل-زيلا:

يظهر مشروع مركز الترفيه والمساحة العامة هذا بهيئة غودزيلا مدفون تحت الأرض (وهو عبارة عن وحشٍ يابانيٍّ خيالي يظهر بهيئة ديناصور).

إنه عنصرٌ أرضيٌّ معاصر. حيث تدفع الكتلة المدفونة الكبيرة سطح الأرض بعيداً عنها، شارخةً إياها بغية إنتاج تضريسٍ عمراني جديد.

لقد سمحت استراتيجيات طمر الكتلة في الأرض وتمويهها بعيداً عن الأنظار في خلق مرفقٍ عامٍ كبير (داخلي وخارجي) دون التأثير سلباً على النسيج العمراني القائم أصلاً في مركز المدينة القديم.

فعبر هذه العملية، يمكن للزوار أن يلاحظوا كيفية تحوّل هذا السطح إلى ساحةٍ عامة، وأن يتحركوا نزولاً بين الطبقات، ليستمتعوا بمشاهدة النشاطات والمرح والرياضات.

حيث تقدم هذه النشاطات الجديدة بهيئتها المعاصرة طرقاً جديدةً للحوار مع مناطق المدينة التاريخية، خاصةً في مدينةٍ كمدينة تيرويل حيث التاريخ يحتل مكانةً هامةً للغاية.

إذ وعبر استكشاف هذه الإمكانيات الجديدة للتعبير ومن خلال تنسيقها مع بعضها البعض بطريقةٍ جريئة يمكن إيجاد فرص هامة لإنقاذ هذا الإرث المختبئ.

وما هذه الطريقة الاكتشافية إلا أسلوب تحرٍّ يدفع حدود الأساليب الإنشائية والقوانين الفنية لاستكشاف نماذج أولية معمارية يمكن أن يكون بمقدورها توليد بعض الطرق الجديدة في التوصل للتكثيف، واضعةً سيناريو لتعزيز المناطق العامة بهدف التوصل لتقوية المدنية وإعادة إحياء النسيج العمراني التاريخي وتعزيز حياة المدينة.

إقرأ ايضًا