Daniel Libeskind..وأكاديميةٌ لليهود فقط!

8

كنا قد أوردنا فيما سبق حصول المعماري الأمريكي Daniel Libeskind على جائزة أول معماري يهودي ينال جائزة السلام من قبل مجلس التنسيق الألماني في اتحاد المجتمعات اليهودية المسيحية (DKR)، تكريماً لمبادراته التي ساهمت مساهمةً فعالةً في ترسيخ التفاهم المسيحي-اليهودي.

أما اليوم، فيكشف المصمم الاستثنائي، الحائز على عدّة جوائز على أعمالٍ فنية كان لها من الأثر ما لها في تعزيز التفاهم والسلام بين كافة شعوب العالم، وأهمها جائزة هيروشيما الفنية في عام 2001، عن تصميمه أكاديمية لليهود فقط!

والذي يعتبر مشروعه الثالث في متحف اليهود في برلين، بعد قيامه بتصميم توسعة للمتحف نفسه في عام 2001، والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1735، إلى جانب تصميمه Glass Courtyard والتي تقع في فناء المبنى القديم في عام 2007.

حيث رصدت إدارة المتحف مؤخراً عشرة ملايين يورو أي ما يعادل 12,7 مليون دولار أمريكي لتنفيذ أكاديميةٍ للطلاب اليهود على أرض Flower Market، التي تعود إلى القرن التاسع عشر والاستفادة من القاعة الحالية التي تبدو على شكل مبنىً مكسوٍ بالزنك، وتقع على الجانب الآخر من المتحف، وبالفعل عهدت المهمة إلى Libeskind، الذي قام بإعادة تجديد الكتلة من جديد.

فقد كانت الفكرة أن تضمّ القاعة مكتبةً وأرشيفاً إلى جانب العديد من البرامج العمومية والتعليمية تحت سقفٍ واحد، كما وسوف تكشف التوسعة الجديدة عن مكتبٍ إضافيٍ ومخزنٍ ومساحاتٍ لدعم المتحف، أما القسم الأكثر تشويقاً فهو المدخل الجديد، والذي أراده Libeskind أن يحافظ على هيكل القاعة للاستعمالات الثقافية الجديدة مع المحافظة على خيار التوسع في المستقبل.

وحالما يتمّ الانتهاء من تنفيذها في عام 2011 سوف تبح الأكاديمية جزءاً لا يتجزأ من مبنى المتحف القديم، وتوسعة Libeskind، أما بالحديث عن تفاصيل التصميم، تظهر الأكاديمية للعيان على شكل مكعبٍ مائل يخترق الجدار الخارجي للقاعة، الأمر الذي ساهم في خلق جدارٍ مماثل من جهة المدخل الرئيسي للمتحف والمبنى الملحق، فقد جاء هذا الشكل المكعب بوحيٍ من حديقة Garden of Exile وGlass Court في المتحف.

كما وتمّ ابتكار الملاقف على شكل حرفي Alef و Bet في اللغة العبرية كإشارةٍ إلى التعليم ووظائفه بالإضافة إلى المكتبة والأرشيف في الداخل، في حين تمّ إكساء الجدران بألواحٍ ضخمة من الزنك، أما الزوار فيمكنهم الدخول إلى الأكاديمية عبر فتحةٍ في مدخل المكعب والتي تقودهم إلى القاعة حيث تجتمع العديد من الأشكال المكعبة مائلةً على بعضها البعض، حيث تمّ إكساء هذه المكعبات بواسطة ألواحٍ خشبية قاسية بوحي ٍمن صناديق النقل أو الصناديق الخشبية التي حفظت فيها مخطوطات القوانين اليهودية، ولكنها هنا تضمّ قاعة المحاضرات والمكتبة.

وبين هذه المكعبات الثلاثة يمكن استرقاء النظر إلى القاعة ومصابيحها السقفية بالإضافة إلى الساحة الجديدة في الخارج، والتي تقوم، كما يراها Libeskind، بتشكيل السطح المشترك بين الوظائف العمومية للأكاديمية وفي نفس الوقت تقوم بربط مبنى المتحف القديم Kollegienhaus والمبنى الملحق، أما الغرف الأحرى فتقع في هياكل وظيفية في طابقٍ واحد بموازاة الحائط الخارجي وفي القبو أيضاً، بينما سوف تشغل المناطق غير المستخدمة من القاعة الحديقة الداخلية.

وأخيراً وبكلمات Libeskind نختتم خبرنا الذي صرّح قائلاً “أشعر بالإثارة إثر مساهمتي الجديدة في المتحف اليهودي في برلين، حيث سوف يتابع برنامج الأكاديمية مسيرة المتحف العلمية والتاريخية ويمتد بدوره إلى المجتمع كلّه.”

إقرأ ايضًا