للأسف، توفي الدكتور المعماري كيشو كوروكاوا في أكتوبر تشرين الأول عام 2007 قبل أن ينتهي من تصميم مركز ماغي ساوث ويلز.
فقد وضع كوروكاوا الخطوط العريضة قبل وقت قصير من وفاته، وأكمل من بعد ذلك أفرادٌ من شركة غاربرز آند جيمس تصميم المركز بوصفهما معماريين تنفيذيين، في الوقت الذي قام فيه كيم ويلكي بهندسة المناظر الطبيعية بتكليفٍ من شركة Terra Firma المحدودة.
وقد اعتمد كيشو كوروكاوا، الذي كان صديقاً مقرباً من ماغي كيسويك جينكس (مؤسسة ماغيز) كأساسٍ لتصميمه على مفهوم الدوامة الكونية، التي تتألف من مجموعة من القوى الأبدية تدور حول مركز ثابت.
ففيما لو طالعنا الأجزاء الحلزونية في المبنى، سوف نشعر بأن هذه الأجزاء ما هي إلا أجزاء “تصورية” متناوبة من الأرض والمياه، مفصولة عن بعضها بواسطة حُزم من الضوء الدافئ. وبالتالي، سوف نكتشف بأن المفهوم هو المفتاح لتشكيل الداخل والخارج من المبنى على حد سواء.
أما الأسطوانة المركزية بيضاوية الشكل فإنها توفر أجواء اجتماعية دافئة وهادئة في قلب المبنى، في حين تتيح الأجنحة والتراسات الخارجية المزيد من المساحات الشخصية التي تخدم بدورها بمثابة مساحات تأملية مفتوحة على المناظر الطبيعية بجانب غابات مشفى سينغلتون.
حيث يقع المركز بالقرب من مركز ساوث ويست ويلز لعلاج السرطان في مشفى سينغلتون، الذي سوف يبشر، فور الإعلان عن الافتتاح الرسمي، بعهدٍ جديد من رعاية مرضى السرطان وتقديم الدعم للمتضررين من مرض السرطان في جميع أنحاء منطقة ساوث ويلز (حوالي 900 ألف مريض)، إذ يقدم برنامج دعم مبني على الأدلة لمساعدة المرضى في حل التعقيدات العاطفية والعملية التي تواجههم بعيد تشخيص المرض.
فعند زياة المركز لأول مرة، لن يشعر المرضى بأنهم بعيدون عن المنزل، فهناك داخل الأسطوانة المركزية يوجد، عدا عن غرف العلاج النفسي، مطبخ، كما هي حال جميع مراكز ماغي، حيث يمكن للمرضى تناول فنجان من الشاي والدردشة، أما الغرف الخاصة والتراسات فتحتل جناحي المبنى، وتمتاز بأنها مضاءة بشكل طبيعي من خلال النوافذ عالية المستوى، التي تتبع الشكل المنحني ذاته في السقف المعدني.
وهنا لابد لنا من الإشارة إلى أن مركز ماغي قد تأسس لأول مرة منذ أكثر خمسة عشر عاماً، وله فروع عدة في كافة أنحاء المملكة المتحدة، أما مركز اليوم فهو العاشر من سلسة مراكز ماغي، والخامس من بين المراكز المزمع إنشاؤها في انكلترا وويلز كجزء من حملة “Joy of Living ” لجمع التبرعات بقيادة سارة براون؛ راعية مؤسسة ماغي.
ونختتم مع كلمات الراحل كيشو كوروكاوا عن مركز ماغي الجديد:
“سوف ينبثق من الأرض ويلتف ماداً ذراعيه مثل مجرة دوارة، جزءٌ منه سوف يرحب بالزوار ويؤدي إلى الجزء الآخر، الذي يحتضن الطبيعة والأشجار والصخور والمياه… إنه مكانٌ منفصلٌ، تماماً كتصوّر ماغي عن الحديقة. كما أن الارتباط بالنظام الكوني وارتباط الشرق مع الغرب -وهما دافعان أشترك بهما مع ماغب- موجودان في التصميم، وآمل أن ماغي كانت ستحبه.”