عمارة بحرية لفندقٍ ذي قصةٍ فريدة في إيطاليا

7

لوهلةٍ احترت في أمري لدى تصفحي صور هذا المشروع؛ فهندسته الداخلية وجسده الخارجي قد أوحيا لي بأنه ربما يكون يختٌ ضخمٌ هائل الحجم مخصص لاستضافة النزلاء؛ ولكن سرعان ما تبيّن أنه فندقٌ مميز في إيطاليا.

لقد جاء هذا الفندق ليجسد ثورةً وظيفيةً كونه قد حوّل منطقة “ترامبولاينز” المعلمية في إيطاليا إلى فندقٍ فاخر؛ وثورةً جماليةً وفنيةً في الوقت ذاته، بإنشائيته المستوحاة من السفن وواجهته المصنوعة بالاستعانة بأسطح كوريان عالية التقنية من دوبونت، والتي تُعتبر أكبر واجهةٍ في إيطاليا مبنيّة من مادة مشهورةٍ عالمياً ومتطورةٍ للغاية، مثل كوريان.

أما عن الجندي المجهول وراء هذا التصميم الفريد، فهو المعماري أنتونيو سكاربوني، الذي كانت له هذه الكلمات “من يسير في أرجاء إقليم روماغنا، مراقباً المدينة ومتجولاً على شواطئها، لن يتمكن من ردع نفسه عن التفكير في أنه في حفلةٍ تنكريةٍ كبرى. فكل مبنى هنا هو بطل حكاية… جزءٌ من مدينةٍ كل شيءٍ فيها مسموح. والعمارة هنا مقنّعة وجاهزة لإحياء ليلة سبت لا منتهية… ليلةٍ نموذجية من ليالي صيف روماغنا.”

ويضيف واصفاً التنكّر المعماري هناك، إذ يقول:

“فكروا بعمارة أندريا بالاديو العمرانية وبعضاً من واجهات المباني العديدة التي ابتكرها: أقنعةٌ معمارية على مبانٍ موجودةٍ أصلاً عائدةٍ للعصور الوسطى. بهذه الروحية تم تصميم فندق ترامبولاينز.”

إذ قام سكاربوني، مؤسس استديو “Conceptual Devices” المعماري، بـ “إعادة تجديد مكياج” الترامبولاينز باستخدام أسطح كوريان المميزة، وهي مادة بناء متطورة وذات شعبية كبيرة في مشاريع التصميم الداخلي، هذا عدا عن دخولها مؤخراً لعالم الإكساء الخارجي.

فحسب سكاربوني “يتميز فندق ترامبولاينز بجسد معماري يمتد بما يزيد على آلاف الأمتار المربعة المصنوعة كلياً من أسطح كوريان، من إنتاج شركة دوبونت العالمية. فقد حظيت هذه المادة بانتباهي لمزيجها الفريد من الجمالية ومرونة التصميم والوظيفية. فهنا تمت إعادة تصميم وتجديد أربعين عامٍ من تاريخ ترامبولاينز، حيث استغرق الأمر شتائين فقط لخلق البنية المعمارية المقنّعة بمظهر سفينة؛ إنها فيلينية… وثقافةٌ للحد الأدنى… وقلب روماغنا.”

تم تطويق أجنحة الفندق الثمانية عشر المطلة على البحر بتصميمٍ بحريٍّ تقليدي. كما تم إكساء الشرفات والتراسات، التي تذكرنا بمنصات السفن الضخمة، بأسطح كوريان. وقد ساهم التناغم وتوحد اللون في أسطح كوريان في إعطاء المبنى أناقة وحيوية ثوب عرسٍ أبيض، ولكن بطريقةٍ بحرية.

يمكننا القول أن مشروع “ترامبولاينز” هو أنموذج ناجح لأعمال المقاولة الإيطالية. حيث بعد ولادته في الستينيات، وبفضل شغف ورؤية أجيال عديدة من العائلة المالكة له، تم تحويله من مجرد ملعب أطفال مزود ببُسط قفر “ترامبولين” –ومن هنا جاءت التسمية “ترامبولاينز”- إلى مطعمٍ وأخيراً إلى فندق.

وهاهو الآن في عام 2012 يتألق باسم “فندق ترامبولاينز سويت هوتيل”، مرتدياً “ثوب” منتجعٍ فاخرٍ وفخم، ومتباهياً ببنيته المجددة كلياً والجاهزة تماماً لاستقبال موسم صاخبٍ جديد في روماغنولا ريفييرا.

الجدير بالذكر هنا أنه بالإضافة لاستخدام أسطح كوريان، تمت الاستعانة بالخشب الطبيعي، الذي تم تطبيقه في الجسد الخارجي للفندق بلونٍ أبيضٍ جذاب يتماشى بشكلٍ رائع مع جسد المبنى الخارجي؛ وفي المساحات الداخلية. إذ نراه في قطع المفروشات في منطقة الاستقبال والتي تم تصميمها بالحد الأدنى، هذا عدا عن استخدامه في الأجنحة وطاولات المطعم.

أما عن تصنيع وتركيب أسطح كوريان في المشروع، فقد تولّتها شركة “Altha®” في إيطاليا، وهي شركة تنتمي إلى “شبكة جودة كوريان” المتخصصة في تصنيع الأسطح عالية التقنية.

إن الطلب على مواد بناء عالية الجودة ومتنوعة خاصة بالإكساء الخارجي للمباني قد أصبح أمراً ملحاً؛ ولذلك تقدم أسطح كوريان عالية التقنية من دوبونت أداءً مبهراً مقارنةً مع العديد من حلول الإكساء الخارجي التقليدية، وذلك نظراً للمزيج المبهر الذي تقدمه من الديمومة ومرونة التصميم وإمكانية إعادة التجديد.

هذا في الواقع ما يفاجئ الكثير من الناس بمدى تنوع وكفاءة هذه المادة في تطبيقات معمارية، على الرغم من أنها قد أُنتجت بدايةً للاستخدام في أسطح المطبخ والحمامات.

إقرأ ايضًا