بسيط، معاصر، وصديق للبيئة!

2

بتوقيع فريق MDR Architectes وعلى مساحة 9 آلاف متر مربع تمتد صالة Clapiers الرياضية في مدينة مونبليير الفرنسية.

يمتاز تنظيم هذا المشروع ببساطته الشديدة وأسلوبه التصميمي الهادف لتقليل خسارة المساحة والطاقة. فتحت هذا العنوان يأتي المشروع بطريقة مضغوطة نسبياً تربط قاعتي الرياضة بمنطقة الاستقبال، التي تم تكريسها كمدخل للقاعتين.

ويُلاحظ في تصميم المشروع المحافظة على النسب الصديقة للمستخدم، حيث اعتمد المعماريون على سبيل المثال على النوافذ المزودة بمصاطب، والتي تفتح كل غرفة على الأخرى لتسهيل الإدراك البصري للمساحة من قاعةٍ لأخرى.

ويتكرر السيناريو ذاته في منطقة الاستقبال، حيث تكون مفتوحة عند نهايتها لتبدو أقل انعزالاً ولتقدم ما يكفي من الضوء الطبيعي. أما عن المكتب فينفتح على مدخل منطقة الاستقبال (المراقبة) وأيضاً على قاعتي الرياضة.

يؤدي ممر خاص بالمستخدمين نحو غرف تبديل الملابس، التي تم تنظيمها ضمن جزأين، كل واحدٍ منهما مزوّدٌ بمنطقة استحمام مشتركة.

أما عن القاعتين فينفتحان بدورهما على الخارج بهدف جلب كميات وفيرة من الضوء الطبيعي وتقديم إطلالات متبادلة على أفضل المناطق في الموقع.

وعلى عكس هذه الشفافية القصوى تأتي الواجهات الشمالية كتيمةً بهدف التقليل من الخسارة الحرارية، بينما وعلى الجنوب تكون الواجهات مغلقة بشكلٍ رئيس أو محمية بهدف التحكم بالاكتساب الحراري خلال أيام الصيف.

وبالتطرق لمواد البناء، فقد تم استخدام الاسمنت المسلح، والذي يُعتبر مادةً صلبةً للغاية وذات ديمومة عالية، هذا عدا عن دوره في إعطاء المشروع خاصية مستقلة. وهنا يجدر الذكر بأن جدران المشروع قد صُنعت من اسمنت مسلح يخضع لأحدث قوانين الطاقة. أما عن الإطار فهو مصنوع من الخشب، الذي يقدم فرصة استخدام أطلية خفيفة تؤكد على الخاصية الجمالية في قاعتي الرياضة.

بالنسبة للجدران الداخلية لقاعتي الرياضة فهي عازلة للصوت والحرارة، وهي مغطاة بألواح من الخشب. بينما تمتاز الواجهات ذات ألواح البوليكربونيت بعملها كمرشح حقيقي للضوء يساعد على التحكم الأقصى باستخدام الإنارة الاصطناعية كما تضمن إنارة مثلى للمكان.

ويجدر الذكر هنا إلى معالجة البوليكربونيت المستخدم في الواجهات بطريقة تعزز سمات الخصوصية ولكن دون التعتيم الكامل. ففي الليل على سبيل المثال تشير هذه الألواح الشفافة الكبيرة إلى الصالة الرياضية من بعيد، كما أنها تخدم كفوانيس ضخمة تكمل الإنارة الخارجية وتوفر من استهلاك المزيد منها عندما تكون قاعات الرياضة مشغولة.

وتبقى الأسقف التي يجدر الإشارة إلى تغطيتها بالنباتات، ما يعطي المشروع سمات جمالية خاصة يمكن للسيارات المارة بالجوار ملاحظتها، هذا عدا عن دورها في تعزيز التكامل مع البيئة الطبيعية.

ومثلما ذُكر آنفاً حول تشكيل الكتل وإدارة الفتحات المحمية أو المختزلة على الواجهات وفقاً لاتجاهها، تلعب هذه الفتحات دوراً هاماً في أداء الطاقة الخاص بالمبنى؛ إذ نرى النوافذ الجنوبية ذات المصاطب ضيقة وعميقة، وذلك بهدف الحد من وهج الشمس من جهة الغرب. أما المدخل الرئيس للمبنى والنوافذ الداخلية ذات المصاطب فيحميها عمق اللوجيا.

وهكذا تكون النتيجة عبارة عن صالة رياضية معاصرة… غاية بالبساطة… والأهم من هذا وذاك، صديقة للبيئة والمستخدم.

إقرأ ايضًا