طريقةٌ جديدةٌ لاختبار الكتب والقراءة ورواية القصص

7

بواجهة غاية في التميّز من الزجاج والخشب، وفي واحدٍ من أهم أحياء المكتبات في العاصمة الأمريكية واشنطن، تحتفي شركة Adjaye Associates بافتتاحها لمكتبة فرانسيس غريغوري الفريدة.

فخلف القشرة الزجاجية الخارجية لهذا العمل المعماري المميز، تقدم مجموعةٌ من الصناديق الخشبية الضخمة عمقاً إضافياً للجدران، خالقةً صفاً من المقاعد على النوافذ عند القاعدة. أما عن السقف، فذلك حكايةٌ أخرى! إذ يعوم فوق الجدران الزجاجية مظللاً سقفاً آخراً ذا نقشٍ متصالب على الزجاج أعلى ردهةٍ مزدوجة الارتفاع.

وفيما يلي بعضاً مما ورد عن لسان المصممين:

لقد تم افتتاح مكتبة فرانسيس غريغوري للعامة مؤخراً، وقد تضمنت خطتها إنشاء مبانٍ جديدة تكون “مرنة، سهلة الوصول، مرحّبة، وداعية”، وهذه المكتبة تتحدى النمط التقليدي المغلق، مقدمةً عنصراً اجتماعياً مع برنامجٍ عمرانيٍّ وثقافيٍّ قوي.

إن مهمتنا، في مكتبة فرانسيس غريغوري، قد قدمت طريقةً جديدةً لاختبار الكتب والقراءة ورواية القصص. فعوضاً عن المباني التقليدية المغلقة، هذه المكتبة مسامية ومفتوحة ومزوّدة بمظلة تؤمن مدخلاً مرحّباً يدعو الناس للدخول.

وبتصويرها كامتدادٍ للمنتزه، لا تأتي هذه المكتبة كمكانٍ للتجمع، ولكن أيضاً كمكانٍ للتأمل والتعلّم. فطابعها الأشبه بالاسكتشات يقترح فكرةً غابية -مبنىً أشبه بجناحٍ داخل منتزه فورت ديفيس. حيث يتم تأطير الإطلالات على المنتزه من الداخل، بينما يعكس ويكمّل الجسد الخارجي للمبنى التركيب الكثيف للأشجار والبيئة الطبيعية المبهرة.

أما لدى النظر إليه من الشارع، يظهر المبنى وكأنه يومض مع تغيّر الضوء، وكأنه عدسة يمكن من خلالها رؤية المنتزه.

تقدم المكتبة الممتدة على طابقين مساحةً لثلاثة خدمات مكتبية ضخمة؛ للراشدين، والمراهقين، والأطفال. كما يوجد فيها غرفة للقاءات العامة وغرف مؤتمرات.

وبحصولها على تصنيف LEED فضي، تُعتبر استراتيجية التصميم مستدامةً للغاية، حيث يستفيد المبنى من النباتات الطبيعية مضاعفاً التعرض للشمس خلال أيام الشتاء ومتحكماً بشمس الصيف مع مظلته الكبيرة العائمة فوق الجناح. إذ ترحّب هذه المظلة بعامة الناس داعيةً إياهم للدخول، مقدمةً مساحةً انتقاليةً فعالة من الشارع.

وبالنسبة للنظام الإنشائي فيظهر في الواجهة الهندسية العاكسة التي تدعم الجدار المستعار والسقف، بينما تستمر شبكة الفتحات رباعية الأضلاع في الداخل مؤطّرةً الإطلالات على المنتزه.

وبالحديث عن النوافذ، يشير المعماريون إلى أهمية بعض النوافذ التي شكّلت مقاعد تمكّن الزوار من الجلوس داخل فتحة النافذة نفسها، ما شجع الزوار والمستخدمين على التوجه إلى محيط المبنى للتأمل والاستمتاع بالمناظر.

أخيراً وفي إشارةٍ سريعة لمواد البناء، أشار المصممون إلى استخدامهم مجموعةً من المواد داخل المبنى، ولكنهم أكدوا على اعتمادهم بشكلٍ عام على الخشب؛ الأمر الذي ردّوه لأهمية عكس صدى مشهد الغابة في الداخل وما للخشب من علاقةٍ بالأشجار والطبيعة.

إقرأ ايضًا