كويابا أرينا في مهد كرة القدم العالمية

7

لأنها اللعبة الأكثر شعبية في البلاد، ولأن معظم أشهر لاعبي هذه الرياضة حاملين لجنسية هذا البلد، هاهي البرازيل اليوم تحتفي بكشف النقاب عن استادٍ جديد سيأتي ليستبدل استاد كوفيرنادور خوسيه فراجيلي، وليجسد أداةً للتجديد العمراني وتراثاً لأجيال المستقبل.

فعن طريق تجديد هذه المنطقة، التي تبدو الآن بعيدةً كل البعد عن استغلال إمكانياتها الضخمة، عمد فريق GCP Arquitetos المعماري لخلق مجمعٍ معلميٍّ للرياضات والثقافة والتعليم والترفيه في كويابا بالبرازيل.

يشغل هذا المشروع مساحة 300 ألف متر مربع، وهي المساحة النموذجية المعتادة للملاعب الرياضية. ويحظى تصميمه بأربع زوايا مفتوحة جاءت نتيجة استراتيجيةٍ تصميمية كان الهدف منها تقديم حلول لعدد من القضايا.

ونظراً لحقيقة كون ملعب كرة القدم بحاجة لأن يُبنى باتجاه شمالي-جنوبي، وبهدف تجنب الوهج على كاميرات النقل المباشر للمباريات على شاشة التلفزيون، كان على المعماريين العمل على ابتكار حلٍّ لواحدٍ من المخاوف المحلية الأساسية؛ وهو ارتفاع درجات الحرارة بشدة في كويابا.

عن طريق اقتطاع أجزاءٍ من الملعب الضخم عند الزوايا الأربعة، تضمن الخطة مرور الرياح بشكلٍ دائم في الملعب عند مستوى التراسات الرئيسة. يُضاف إلى ذلك تنسيق مشاهد طبيعية فاخرة من أنواع النباتات المحلية عند هذه الزوايا تساعد على الحصول على أحمال حرارية فعالة.

سيحظى الملعب بشكلٍ أساسيٍّ بخمسة مستويات تشغيلية بالإضافة إلى مستوى السقف. والجدير بالإشارة هنا إلى أن برنامج المشروع يراعي معايير FIFA والمعايير الأوروبية فيما يخص التوصيات الفنية ومتطلبات استادات كرة القدم ومتطلبات المساحة التي تحددها FIFA ودليل السلامة للملاعب الرياضية.

وسيحظى هذا الملعب الجديد بقدرة استيعابية تُقدّر بحوالي 42.263 متفرج، ويجري التخطيط حالياً لتقليل السعة فيما بعد كأس العالم 2014 لـ 27 ألف متفرجٍ، وذلك بعد تفكيك الملاعب الضخمة في جهتي الشمال والجنوب مع أسقفها طبعاً.

إذ تتألف هذه الملاعب من بنيةٍ من أجزاء من الفولاذ والاسمنت المسلح مسبق الصب، تم جمعها في وحدات مثبتة ببراغٍ، تسمح بتسهيل عملية التفكيك وإعادة الجمع في مواقع عامة؛ وهذا ما سيساهم في نشر هذا التراث في مدن أخرى من مقاطعة ماتيو غروسو.

أما بالنسبة للجدوى الاقتصادية لمثل هذه الأعمال، أي تكاليف تخفيض السعة والتكاليف الإنشائية، فقد تم أخذها بعين الاعتبار، وبناءً عليها تم تصوّر الملعب ضمن أربعة وحدات منفصلة، تتمتع كل اثنتين منهما بذات الخصائص؛ حيث قُسمت إلى وحدات الشرق والغرب، ووحدات الشمال والجنوب.

وقد تم تصميم الكتلة الأساسية للمعلب من وحدات اسمنتية مسلحة مسبقة الصب بأبعاد 8م×8م؛ بينما سيتم بناء أجزاء هذه العناصر القابلة للفك مع أسقفها من هياكل فولاذية. حيث سيحظى كل سقفٍ ببنية داعمة، وسيتم بناؤه من طبقةٍ فولاذية تتم تغطيتها بطبقة عزل حراري وحاجز تكثيف مع تشطيبةٍ من غشاء TPO. وسيحظى السقف أيضاً بأغشية PVC غازلة للنار.

أما عن الكسوة الخارجية فسيتم بناؤها من هياكل فولاذية عمودية يتم جمعها بأعمدةٍ من الاسمنت المسلح مسبق الصب. بينما ستحظى “القشرة” الخارجية من الكسوة بغشاء PVC عازل للمياه مضافٌ إليه مجموعة من المصدّات الأفقية التي من شأنها تعديل وضبط نسبة التهوية الطبيعية العابرة للملعب.

وعلى الرغم من أن مسألة المياه قد لا تكون مسألةً هامة نظراً لموقع المشروع القريب من حوض هيدروغارفي هام تغذّيه مجموعةٌ من الأنهار، سيحظى هذا المشروع بثلاثة أنظمة مجتمعة، الهدف منها التقليل من استهلاك المياه.

حيث سيتم جمع مياه المطر وتخزينها، كما ستتم معالجة المياه المستخدمة في المنشأة في محطة معالجة ملائمة سيتم تخزين المياه الصادرة عنها، وبعدها سيتم استخدام المياه المعالجة في دورات المياه واستخدامات سقاية عشب ملعب كرة القدم واحتياجات نظام التكييف الهوائي.

والجدير بالإشارة هنا إلى أن مياه سقاية أرض ملعب كرة القدم ستحظى بفلترةٍ خاصة وسيتم تخزينها ليُعاد استخدامها عدة مرات بأقصى قدرٍ ممكن؛ وهذا ما يعني باختصار أن هذه الأنظمة المدمجة ستوفر بالمجمل ما يُقدّر بنسبة 40% من استهلاك المياه!

علاوةً على ذلك وفي نفس السياق البيئي، يُذكر أن كافة التجهزات المائية والكهربائية والميكانيكية في المشروع ستتقيد بأشد توصيات كفاءة الطاقة والفعالية البيئية، كون المشروع يهدف لنيل تصريح LEED البيئي. ففي النهاية يُشار إلى أن تخفيض استهلاك الطاقة في المشروع قد بلغ في مرحلة التصميم نسبة 14%.

إقرأ ايضًا