“تكديس الأخضر”

1

يمكن لأي شخصٍ يتجول في مدينة سايغون الفيتنامية ذات الكثافة السكانية العالية للغاية، أن يلاحظ وبمنتهى البساطة أحواض الزهور المنتشرة هنا وهناك والمعروضة في كل زاويةٍ تقريباً من زوايا شوارعها.

وهذه العادة المثيرة للاهتمام قد شكّلت مصدر الوحي لمشروع “تكديس الأخضر” بتوقيع Vo Trong Nghia.

حيث يتميز هذا المنزل المصمم لصالح ثنائي شاب يعيشان مع والدة أحدهما، بكونه عبارة عن منزلٍ أنبوبيٍّ نموذجي، تم إنشاؤه على قطعة أرض بعرض أربعة أمتار وعمق عشرين متراً.

تتألف الواجهتان الأمامية والخلفية من طبقاتٍ من أحواض النباتات مصنوعة من الاسمنت المسلح تبرز بين جدارين جانبيين.

حيث تم تعديل ارتفاع هذه الأحواض والمسافة الفاصلة بينهما وفقاً لارتفاع النباتات المزروعة فيها، والتي يتراوح ارتفاعها بين 25 و40 سم.

أما لري هذه النباتات وتسهيل عمليات الصيانة، فقد تم استخدام أنابيب ري أوتوماتيكية وُضعت داخل الأحواض، وقد أُطلق على هذا المنزل الأخضر الاستوائي والفريد اسم “تكديس الأخضر”، كون واجهاته مملوءة بخضرةٍ كثيفةٍ وحية.

أما عن هيكل المنزل، فهو عبارة عن هيكل من الاسمنت المسلح من النوع المستخدم بشكلٍ واسع في فيتنام.

وتتميز مساحاته الداخلية بقلة استخدام الفواصل الداخلية “بارتيشن”، للمحافظة على انسيابية وتدفق الفراغ والإطلالة على الواجهات الخضراء من كافة نقاط المنزل.

عدا عن ذلك، يتمتع المنزل خلال النهار بتعرّضٍ متنوع للضوء الطبيعي؛ ففي الصباح وفترة ما بعد الظهيرة، يدخل الضوء الطبيعي عبر الأوراق الخضراء المنتشرة على الواجهة، ما يخلق تأثيرات ظلية رائعة على الجدران الغرانيتية، المؤلفة بدورها من طبقتين من الحجر بسماكة 2 سم.

ولا تقف أهمية الواجهة الخضراء عند هذا الحد، إذ أنها تساهم في الحماية من أشعة الشمس المباشرة والتخفيف من ضجيج الشارع والتلوث.

كما أنها تساهم في تفعيل التهوية، وتوفير كمٍّ كبير من الطاقة.

فالهدف الأول والأخير من هذا المنزل هو إيجاد مصدرٍ للإلهام الناس وإعادة تعريفهم بالخضرة وزيادة كميتها في المدينة.

إن منزل “تكديس الأخضر” هو منزل واحدٌ صغير، لكنه وليد سياق المدينة، لذا يأمل المعماري أن يجعل هذا المنزل مدينة سايغون أكثر شهرةً وتميزاً وسحراً بمستقبل أخضر وبيئي.

إقرأ ايضًا