مجمع ميديا بارك في المكسيك

9

قامت كلاً من شركة فولتا المعمارية وباتريك لوبيز وأوغستو آرياس بتقديم مقترحهم لمسابقة أركين الدولية الثالثة عشر، التي طرحت على جموع المعماريين تصميم مجمع متعدد الأغراض (ميديا بارك) يجسد بيئةً حرةً وآمنةً للتفاعل واللقاء من جهة، ومساحةً ثقافيةً تعليمية من جهةٍ أخرى.

حيث يهدف التصميم لتقديم مساحةٍ تكون أشبه بمنتزهات المكتبات الناجحة في مدلين في كولومبيا، يكون من شأنها إعادة إحياء وتنشيط منطقة سيوداد خواريز المكسيكية شبه المهجورة، التي أُنشئت في عام 1961 ضمن البرنامج الوطني لحدود المكسيك PRONAF بنيّة جذب الناس من مدينة إل باسو المجاورة في تكساس.

ففي ذلك الوقت شهدت المنطقة إنشاء أبنيةٍ لأشهر معماريين المكسيك في ذلك الوقت -وهم بيدرو راميرز فازكيز وماريو باني- ولكن وللأسف تعرّضت على مدى العقدين الماضيين لتطويق من قِبل مصفات السيارات، ليجير عليها أخيراً مركز تجاري بات مهملاً الآن بعد كل هذا الوقت.

لذا وانطلاقاً من الحاجة للتدخل في هذا الموقع شبه المهجور والمتراجع، ولكن الرمزي في نفس الوقت، وبهدف تقديم مساحة عامة آمنة في مدينة يحاصرها العنف من كل مكان، جاء هذا المشروع المبتكر ليتربع في هذا الموقع الفريد، الذي لا يتمتع فقط بخلفية تاريخية وحسب، وإنما يلعب دوراً هاماً لمركزيته العمرانية وتشكيله الفردي الذي منحه واجهةً تمتد على 360 درجة.

بناءً على ذلك، طلبت المسابقة من المتقدمين أن يبتكروا تصاميم تتدخل في إحدى مصفات السيارات الموجودة، حيث ومع واجهةٍ واحدة فقط يمكن للمشروع أن يجسد امتداداً للموقع يزيد ويوسّع دائرة تأثيره على محيطه، ويقدم في نفس الوقت واجهةً دائمةً تقابل الجوار.

وهكذا إلى جانب تقديم نفسه على أنه الجزء الأول من شبكة منتزهات المكتبات في خواريز، سيقوّي المشروع نفسه عن طريق إضافة برامج جديدة بهدف تحول هذا المجمع متعدد الأغراض إلى مكثِّف اجتماعي حقيقي.

فعلى سبيل المثال، اقترح المصممون إضافة برامج تتضمن مساحات ومراكز عناية بالأطفال، إلى جانب مساحات متعددة الأغراض، تسمح للعمل الجماعي بالنماء، وتكمّل برنامج المكتبة المطروح وإيا غرف الصفوف والمدرج والمقهى ومختبر الميديا وقاعة المعرض والردهة والمساحات الخارجية؛ الأمر الذي سيساعد المجمع على العمل كمنارة للفنون في سيوداد خوازيز، على غرار غيره من النماذج الناجحة المنتشرة في مناطق أخرى من المكسيك.

هنا تجدر بنا الإشارة إلى أنه وعن طريق تطبيق سياسية انعدام المركز وتمديد البرنامج بفعالية تحوّل المشروع إلى مشروعٍ عالي النفاذية يسمح باستعادةٍ وتشكيل سلبي لواحدٍ من أبنية PRONAF الموجود أصلاً في الموقع، بفضل عملية الاقتطاع التي طالت إحدى جوانب المشروع المطلة على هذا المبنى.

ولم يتوقف اندماج المشروع مع موقعه عند هذا الحد؛ إذ تم تصميم المجمع بخطةٍ نصف دائرية أشبه بالسجون القديمة، ليسمح بتوسيع المجال البصري نحو الداخل والخارج، كما تم إكمال هذه الخطة عن طريق المنحدرات المائلة نحو الأمام والخلف، والتي تكللت بأسطح شاقولية مثقبة حولت المبنى إلى مبنى عديم الظهر.

ختاماً لابد لنا من الإشارة إلى دور صالة العرض العظيمة المطلة على الشارع, والتي ساهمت في تشكيل الأجزاء المختلفة من البرنامج، إلى جانب السماح بتدفقٍ متوازن ودائم للنشاطات مع العمل كمنطقة انتقالية للمساحات الداخلية؛ حيث يكون لها دورها في التوزيع المنظم والفعال بفضل عملها كمساحة ترفيهية أو مساحة تجوال و/أو استراحة، حيث وبفضل شكلها الطولاني تسمح لمجمع الميديا هذا بتأدية عمله على أتم وجه ليلاً نهاراً.

أخيراً وبفضل طرق الدراجات الهوائية وطرق المشاة الموازية لصالة العرض الطولانية يتم السماح للزوار والمارة على حدٍّ سواء بالمرور عبر المساحة بكل حرية، مما يساهم في ربط مجمع ميديا بارك بالشوارع المجاورة، إلى جانب تقديم مساحة عامة حقيقية للمشروع.

إقرأ ايضًا