برنامج أرشيكاد؛ ذراع DA|AD الأيمن

7

لطالما مدت مؤسسة LCS للتعليم المسيحي يد العون لمتضرري الفيضانات والكوارث الطبيعية لبناء منازلهم من جديد -ولكن يد القدر للأسف لا تستثني أحداً، فقد حل فيضانٌ مروع بمدرستها السابقة الكائنة في ناشفيل/الولايات المتحدة الأمريكية في شهر آذار العام الفائت، مما استدعى مساعدتها وعلى وجه السرعة، ولم يكن هناك أفضل من فريق DA|AD المعماري، الذي لم يتوانى عن تقديم يد المساعدة للمدرسة المتضررة، وجنّد في المقابل كامل طاقمه بزعامة الشريك المؤسس John Abernathy، الذي صمم وأشرف على أعمال البناء.

وقد تابع الملايين في أمريكا وكافة أنحاء العالم أعمال التجديد من خلال البرنامج التفزيوني الأمريكي الشهير “إكستريم ميك أوفر: هوم إيدشن” حيث فرضت طبيعة البرنامج والميزانية المحدودة سرعةً بالغة في تصميم المدرسة البديلة، إذ كان على فريق DA|AD إطلاع مصمم الإنتاج في البرنامج على كافة المخططات الأولية، ومن ثم تحويل هذه المخططات إلى نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد لمعرفة مستقبل المدرسة وكيف ستبدو.

وقرر الفريق بعدئذٍ أن أعمال البناء سوف تستغرق ست أشهر ولكن هذه المدة ما لبثت أن أصبحت خمس أشهر، ثم جاءت المفاجأة بأن هذه الأعمال انتهت بانتهاء أول أسبوع من المدة المحددة، وذلك على الرغم من مئات التحديات، كما جاء على لسان Abernathy، الذي أوضح بأن هذه المدة القصيرة لم تكن عملاً هيناً بل رافقها ضغطٌ كبير.

ولم يكن الأمر مجرد تجسيد تصميمٍ والسلام، فقد كان على فريق العمل الانتهاء من الأعمال الميكانيكية والكهربائية والسباكة بالإضافة إلى الحماية من الحرائق والهندسة المدنية وهندسة الأراضي الطبيعية، على الرغم من ضيق الوقت، وكما يقول Abernathy”عليك هنا أن تفكر بسرعة وتختار على الفور، ومن ثم يمكنك أن تنطلق.”

ولحسن الحظ قام فريق DA|AD بوضع نموذج البناء باستخدام برنامج تصميم (BIM) من شركة GRAPHISOFT للبرمجيات، التي قامت بطرح برنامج أرشيكاد ثلاثي الأبعاد، بدلاً من ابتكار تصاميم تقليدية ثنائية الأبعاد، ومن ثم تم توليد مخططات البناء تلقائياً من النموذج، وبذلك نجح الفريق الجاد في تقديم ما هو أكثر بكثير من توقعات المنتجين والبناة.

فقد رأى الفريق بزعامة Abernathy فرصةً لتحسين المشروع عن طريق إضافة نوافذ مكدسة بشكلٍ قطري على مساحة اللعب في المدرسة، وقد استغرق ذلك أقل من عشرة دقائق مع أرشيكاد، فمع هذا البرنامج، يكفي أن تضيف النوافذ مرة واحدة حتى تظهر في جميع المخططات، في الوقت الذي تستغرق فيه هذه العملية ساعاتٍ مع البرنامج ثنائي الأبعاد، ولكن باستخدام (BIM) لا مجال للأخطاء، فعلى سبيل المثال لو أخطأت في وضع الأبعاد، سيظهر ذلك على العلن في حال استخدمت البرنامج ثنائي الأبعاد.

يذكر أن أرشيكاد كان الذراع الأيمن لفريق DA|AD في العديد من مشاريع إعادة التطوير في ناشفيل، ومن أبرز هذه المشاريع مشروع 12th & Paris، وهو عبارة عن مشروع متعدد الاستخدامات بمساحة 26,700 قدم تربيعي من المنطقة التاريخية هناك، ويتضمن المشروع معرضاً للفنون ومطعم ومتجر لبيع الحلوى المكسيكية، فضلاً عن متجرٍ للخضراوات واستوديو للتصوير وآخر للتصميم، زد على ذلك، بعض الشقق والمنازل، وأخيراً وليس آخراً شركة معمارية كاملة.

ومن إحدى أهم إنجازات هذا المشروع، دمج ثلاث طوابق من المساحة في مبانٍ من طابقين، وعنه يخبرنا Nick Dryden الشريك المؤسس الثاني في DA|AD “لقد قمنا بذلك عن طريق إنشاء جدرانٍ متراسة عالية، ومن ثم قمنا بإرجاع الطابق الثالث إلى الخلف، مما جعل الطابق الثالث غير مرئيٍ من الشارع.”

يتابع Dryden “لم يكن إرجاع الطابق أمراً سلبياً على الإطلاق، فقد أدى ذلك إلى ظهور منصة خارجية رائعة لكل منزلٍ من المنازل، والنتيجة مبنىً من طابقين، بشكلٍ ظاهري فقط، على الرغم من وجود ثلاث طوابق في الواقع، فإحدى أهم ميزات برنامج الأرشيكاد إمكانية التعرف على نتائج التصميم في مراحل مبكرة، حيث يمكنك أن تلعب على الأشكال والمساحات وأن تدفع بها جيئةً وذهاباً، وقد اختبرنا هذا الشيء على أرض الواقع، ونجحنا برؤية الطابق الثالث منفصلاً على النحو الذي تصورناه على الورق.”

وقد ألهمت هذه النجاحات فريق DA|AD لاكتشاف إمكانيات BIM لتحسين عمليات التصميم، كما وسمح برنامج الأرشيكاد بإشراك الفريق بأكمله، حتى ممن يعمل على مشروعٍ آخر، وذلك عن طريق الإنترنت، ولكن هذا العمل الجماعي لم يعرقل من مرونة الفريق ولم يحد من ابتكاره لحلولٍ شيقة وإرضاء كل زبونِ على حدة.

وأخيراً سوف يبقى العمود المضيء عند مدخل مدرسة لايتهاوس الجديدة يذكرنا ببراعة فريق DA|AD، الذي خط بأيديه كلماتٍ عن الفرح والثقة والخدمة والإيحاء والأمل بجوار أخرى عن الصداقة والتعليم والشفاء والمحبة، كلما مررنا بجواره، حيث تنعكس هذه الكلمات على كامل الواجهة طوال الليل.

إقرأ ايضًا