مستقبل العمارة بيَد معماريي آسيا والشرق الأوسط

3

يبدو أن نماء وثراء السوق المعماري غير مرتبط بأي شيء سوى بالتطور الذهني والفني للعقول النيرة التي ترعاه، إذ وحسب دراسةٍ قام بها المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين RIBA، خلصت النتائج لأن مستقبل السوق المعماري العالمي قادمٌ من آسيا والشرق الأوسط… فالفكر المعماري العربي فكر عميقٌ وثري، تكلله العديد من الصروح والانجازات التي أصبحت نقاط علام معمارية في العالم أجمع وليس فقط في المنطقة.

قد يكون البعض على درايةٍ وتقديرٍ للوضع المعماري العربي، في حين قد تصيب البعض نوبةٌ من الانذهال لدى سماع هذه المعلومة، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار موجة “إخفاء الفكر” التي باتت منتشرةً في كثيرٍ من أصقاع العالم العربي، وما يرافقها من مشاعر خوف وخزي تصيب بعض المعماريين لدى طلب نشر إحدى أعمالهم أو انجازاتهم المعمارية، والتي ربما يكون مردّها إلى الرغبة في الحفاظ على السمعة الطيبة كون الأعمال المُنجزة غالباً ما تكون رهن لرأي المستثمر والظروف المادية بنسبة 90%؛ في حين تبقى الـ 10% المتبقية تعبيراً حقيقياً عن رؤية المعماري الخاصة.

يفسر البعض الآخر ظهور موجة “إخفاء الفكر” المذكورة آنفاً بالقلق الشديد الذي يصيب صاحب الفكرة حول “السرقة”، ولا نعنِ هنا السرقة المادية، وإنما الفكرية طبعاً…

إلا أن الغريب في الموضوع بحق هو أن هذه السرقة الفكرية تحصل في كل أنحاء العالم ومنذ زمن بعيد، الأمر الذي سبب ظهور وسائل فعالة لمكافحتها وملاحقة السارق ومعاقبته، ومنذ زمنٍ بعيد أيضاً، مما يجعل مثل هذه المخاوف غريبة التواجد والانتشار خاصةً إذا ما أُخذ بالحسبان منشأها وتكاثرها العربي والشرقي الحصري.

ففي بلاد الغرب قد يوافق البعض على أن أصحاب الفكر والابداعات هم في بحثٍ دؤوب عن أي منفذ لشرح فكرتهم وتسويقها بهدف تحقيق الانتشار المرجو، فمثلهم كمثل أي مخترع يسعى لربط اختراعه باسمه عوضاً عن دفنه تحت التراب حفاظاً عليه، فما من وسيلةٍ أفضل من نشر الفكرة والعمل لنسبه لصاحبه.

ومثل هذا المسعى في المجال المعماري قد يكون هادفاً لحجز حصةٍ تسويقية في السوق المعماري العالمي، أو يكون فرصةً لنشر الفكر والثقافة المعمارية العالمية، أو حتى ربما يراه البعض وسيلةً لتعزيز مراكزهم وظهورهم في وسطهم المهني الخاص؛ في حين يرى فيه البعض الآخر فسحةً للتعرف على نقاط القوة والضعف في تصاميمهم، وذلك بالاعتماد على التغذية الراجعة التي يتلقونها من تفاعل الناس مع الفكرة أو المشروع المطروح..

أخيراً، قد يراها الخريجون الجُدد أو المعماريون ممن هم بحاجة لفرص عمل، وسيلةً لجذب انتباه الشركات إلى فكرهم وإبداعاتهم، وحتى قد تراها الشركات المستثمرة والمطورة طريقةً فعالة للوصول إلى كل فريدٍ وجديد بمنتهى السهولة والبساطة.

تتنوع النظرات والرؤى… فكيف ترونها أنتم؟

إقرأ ايضًا