اسم كبير بميزانيات صغيرة

7

أصبح الأخوان دومينيك ليونغ وكريس ليونغ معماريان لسببٍ واحد ولكن الأهم؛ ببساطة لم يتصورا أنفسهما يقومان بشيءٍ آخر.

فقد نشأ الأخوان في وادي نابا في كاليفورنيا في منزلٍ من تصميم والدهما شخصياً -وهو عالم في مجال الحاسوب تحول فيما بعد إلى العمل المعماري- لذا هما على اطلاعٍ كاملٍ وشامل بمخاطر هذه المهنة وإمكانياتها أيضاً… وهذا تحديداً ما دفعهما للحلم في تأسيس شركتهما الخاصة يوماً ما.

فمع مرور الأيام تدرّب كل منهما لدى مدرّبه الخاص؛ حيث عمل دومينيك مع بيرنارد تشومي، بينما عمل كريس لدى شركة SHoP Architects.

وعندما قدّم دومينيك (وهو في الثالثة والثلاثين الآن) خطةً تصميمية لـ تشومي، كانت ردة فعله “كيف يمكن لهذا أن يطوّر تاريخ العمارة؟”.

بالمناسبة تشومي كان لوقتٍ طويل عميد قسم العمارة في جامعة كولومبيا.

أما لدى تقديم كريس (وهو في الرابعة والثلاثين) خطةً تصميمية بتوقيعه للمسؤولين في شركة SHoP Architects، فقد سألوه حينها “كيف يمكن لهذا أن يطوّر مهنة العمارة؟”

وبالمناسبة أيضاً، توسّع الآن شركة SHoP Architects دورها أبعد من مجال العمارة حيث يعملون الآن في مجال تطوير عالم الإنشاء.

وهكذا عندما التقى الاثنان في شركتهما الخاصة Leong Leong في عام 2009 جمعا مقارباتهما التصميمية في محاولةٍ للتأكيد على أنهما قادرين على إبداع طرق جديدة تحوّل المشاريع إلى حقيقة.

وبما أنهما كانا قد قررا عدم التحول إلى معماريي كراس خلال فترة الأزمة المالية العالمية، بدآ بالعمل في مشاريع صغيرة، حتى أنهما قد نفذا بعض الأعمال الإنشائية بأنفسهما، ولكن رفضا أن يُصنّفا كمعماريين مختصين بالتصاميم الداخلية، وذلك ببساطة عن طريق معالجة المساحات الداخلية كمشاهد طبيعية بمساحات “داخلية” و”خارجية” واضحة.

وهذا ما ينطبق تماماً على المتجر الذي صمماه في لوس آنجلوس لصالح مصمم الأزياء الكامبودي الأمريكي فيليب ليم، والذي يمتد على مساحة أربعة آلاف قدم مربع.

حيث أقحما في المساحة جدران متماوجة تحوّل المكان إلى ما يشبه شارع للتسوق أسفل سقفٍ -مصنوع من غشاء بي في سي- من شأنه أن ينشر الضوء مقدماً إشارةً رمزيةً للسماء.

ففي الوقت الذي تتميز فيه العلامات التجارية بألوان أو شعارات ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، يقدم الأخوان ليونغ لمتجر ليم قواماً من شأنه أن يتحول إلى رمزٍ مرتبطٍ بعلامته التجارية.

حيث يستخدمان في المساحة قطعاً خرسانية مسلحة تم تصنيعها خصيصاً للمشروع بأشكالٍ بصلية واضحة على واجهات المتجرين.

أما الجدير بالذكر هنا فهو اشتغال الأخوين الآن بالعمل على تصميم مكتب ليم الشخصي الممتد على مساحة 13 ألف قدم مربع في مركز مدينة منهاتن.

حيث يعمل الشريكان على صناعة اسمٍ كبير لهما لكن دون اللجوء إلى ميزانيات ضخمة، فمؤخراً على سبيل المثال صمما موقع أحداث Beaux Arts Ball السنوي الذي يأتي بتنظيم اتحاد نيويورك المعماري.

كما صمما موقع محطة بروكلين آرمي، التي صممها أصلاً كاس غيلبيرت في عام 1918، فبميزانية تقدر بخمسة عشر ألف دولارٍ وبضعة فدادين من المساحة المغلقة ارتأى المصممان استخدام مجموعات من صناديق الحليب البلاستيكية وتحويلها إلى محطات كاملة تشجع الناس على الالتقاء والتفاعل، ومن الممكن بكل بساطة إعادة تدويرها، ما يعطي المعماريين فرصةً لإنجاز مشروع مستدام “وتحري تجارب جمالية وثقافية في الوقت نفسه عوضاً عن استخدام الكليشات الخضراء.”

هؤلاء هم الأخوين ليونغ… فهل من عذرٍ بعد الآن للمعماريين المتقاعسين؟!

إقرأ ايضًا