تزامناً مع احتفالات إحياء الذكرى العشرين لتأسيس برج التجارة العالمي الثالث في الصين الذي تم افتتاحه أساساً في الثلاثين من آب عام 1990، أعلنت شركة (Skidmore, Owings & Merrill LLP (SOM الرائدة للعمارة عن افتتاحها الكبير لبرج التجارة العالمي الثالث في الصين بتاريخ 30 آب أيضاً، ولكن من عام 2010، وذلك بعد إنهاء المرحلة الثالثة والأحدث من مشروع التطوير المذهل لمركز التجارة العالمي في الصين، ليصبح أعلى برجٍ حاصلٍ على شهادة LEED ذهبية في بكين.
يتألف هذا البرج من 81 طابقاً و 4 طوابق أرضية و 30 مصعداً، وقد تم إكماله في بداية عام 2009، ليأتي جزؤه الخارجي شبيهاً بمجمع مركز التجارة العالمي الذي تم تدميره في نيويورك أثناء أحداث 11 أيلول.
حيث يضم هذا الصرح مختلط الاستخدام فندقاً فخماً ومساحاتٍ تجاريةٍ ومكتبيةٍ ومساحاتٍ للاجتماع، بالإضافة إلى العديد من المطاعم.
أما أهم ما يتميز به هذا البرج فهو الواجهة الأمامية الصديقة للمشاة على مستوى الشارع. وإذا لم يكن كافياً أن يصبح هذا المبنى الأعلى في بكين، تعتبر هذه الكتلة المذهلة الجديدة برجاً حيوياً فعالاً على مستوى الطاقة أيضاً يطمح إلى الحصول على لقب “الحائز على شهادة LEED ذهبية”.
هذا ويهدف تصميم البرج الجديد إلى أن يصبح دلالةً رمزيةً لمقاطعة التجارة المركزية، من خلال ضمِّه لمزيجٍ من المساحات التجارية والخاصة والعامة.
في حين تتضمن قاعدة البرج امتداداً على أربعة طوابق فوق مستوى الأرض إلى مجمَّع الصين التجاري العالمي الواقع تحت الأرض، فضلاً عن قاعة احتفالاتٍ كبيرةٍ ومنصةٍ لبيع التجزئة مع حديقة صنوبر على السقف، وحديقةٍ مائيةٍ مزودةٍ بالمناظر الطبيعية.
من جهةٍ أخرى، تقدم المساحة المتدفقة بحريّة والفناءات المفتوحة ارتباطاً مرحِّباً لمواطني بكين وزوار البرج، مما يقدم المزيد من التناقض المريح مع البيئة العمرانية الكثيفة والمزدحمة الموجودة في المدينة.
بعد تصميمه بالتعاون مع شركة Arup المستقلة للهندسة والمؤلفة من فريقٍ كبير من المصممين والمخططين والمهندسين والمستشارين والمختصين التقنيين موزَّعين على مكاتبها المنتشرة في مختلف أرجاء العالم، تم بناء البرج الذي يبلغ ارتفاعه 330 متراً من أجل مقاومة نشاط نطاق الزلازل الأقوى في بكين، ولكي يتفاخر أيضاً باتباعه استراتيجيةً شاملةً للطاقة والصيانة.
الأهم أن ناطحة السحاب الحيوية هذه قد تم تسجيلها للتو في جدول شهادة LEED ذهبية مع تصميمها البارز بفضل استخدام إنارة LED فعالة على مستوى الطاقة على الجزء الخارجي من الكتلة، بالإضافة إلى الواجهة البلورية المُغطَّاة بالزجاج المصهور بالحرارة والزعانف المعدنية التي تعمل كمظلاتٍ عموديةٍ، مما يزيد من حجم الإنارة الطبيعية الداخلية للمبنى كله.
يتضح من كل هذه التفاصيل المذهلة أن هذا البرج الأعلى إنما يؤسس توازناً مذهلاً بين الأمن الاقتصادي والإنشائي في نطاقٍ زلزاليٍّ خطير، ولكن بعد إجراء الكثير من الاختبارات المادية لفحص أدائه على مستوياتٍ زلزاليةٍ مختلفة، ليكون العمل مضموناً ودقيقاً 100%.