أحدث مشاريع كريم رشيد على بحيرة كومو

10

خصّنا المعماري العالمي كريم رشيد بتفاصيلٍ عن آخر وأحدث مشاريعه، مشروع “مفهوم تخطيط بحيرة كومو العمراني” في إيطاليا، حيث كان لبوابتنا العربية للأخبار المعمارية شرف إطلاع متتبعي أخبار هذا المعماري وغيرهم من المهتمين في مجال العمارة على فكرته المميزة التي شرحها رشيد بكلماته قائلاً:

“من خلال انجذابنا لهويتها المميزة وتاريخها وجمالها الطبيعي الخارق للطبيعة، خلقنا فهماً جديداً للبحيرة يلاقي متطلبات المدينة المتزايدة ويكون من شأنه تطوير بنية تحتية جديدة تجذب المزيد من السكان والزوار ليركّزوا على الثقافة الجمالية للمنطقة، إذ سيربط هذا النظام نقاط جذب مختلفة مع رموزٍ ثقافيةٍ جديدة، لتكون النتيجة عبارة عن بحيرةٍ ملتفة ومدينة ديناميكية تندمج مع ضفة البحيرة نفسها.

يقترح التصميم تبليط نقاط الجذب كممرات المشاة والدراجات الهوائية بطريقةٍ أشبه بشقوق الصدف، ليكون ذلك تجديداً حديثاً لنموذج التبليط الموجود أصلاً في بعض مناطق هذه الممرات؛ حيث يكون نموذج الصدف أشبه بقناةٍ تعبر المدينة بأكملها رابطةً محطات النقل العام والنقاط ذات الأهمية التاريخية والحدائق العامة بالبحيرة نفسها، كما تطغى على هذه الشوارع بعض المرافق العامة؛ كالمقاعد والأشجار وأعمدة الإنارة والنوافير إلى جانب أماكن ركن الدراجات الهوائية وغيرها من المنافع.

أما عن اللغة البصرية لهذه البنية التحتية فقد حددها شكل المناظر الطبيعية المجاورة، بما فيها من جبالٍ وأوديةٍ وبحيراتٍ، الأمر الذي يخلق ارتباطاً أكثر تناقضاً مع المدينة نفسها. “

وبما أن تحويل منطقة الاستاد الرياضي وحدائق الغرب قد جلب تغييراتٍ هامةٍ إلى كتلة المدينة بأكملها، تضمن مشروع رشيد إقامة مركزٍ ثقافيٍّ يتضمن متحفاً إلى جانب مركز تسوقٍ ومساحةٍ متعددة الأغراض، حيث يأتي شكل المبنى المميز الذي سيحتل مكان سقف الاستاد، على شكل ممرٍ منزلقٍ ومنحنٍ يخلق تلةً اصطناعيةً تزيد المساحة العامة وتؤمن مناظرٍ جديدة على البحيرة، إذ تنساب الكتلة الحديثة ضمن الساحة مطلةً على المنتزه بحيث تكون البحيرة كخلفيةٍ للمنظر كله.

ومن خلال تغيير موقع الاستاد الرياضي وخلق مساحةٍ لركن السيارات تحت الأرض تم التخلص من الازدحام الخانق لموقع المدينة القديمة، كما تم تأمين مساحةٍ رائعةٍ يمكن استثمارها لاحتضان الفعاليات والأحداث العامة.

أما عن اسم هذا المشروع المميز فهو “مركز كومو الثقافي” أو CCC، حيث يعكس شعار المركز الفريد شكل حجارة ضفة البحيرة التي يقام عليها، ليزيد من وظائف المدينة الاجتماعية والعمومية، كما يتضمن مجمع المشروع متحفاً للفنون المعاصرة، ومتحف الحرير إلى جانب متاجر للبيع بالتجزئة ومكاتب فخمة بالإضافة إلى حانات ومطاعم وفندقٍ مميز.

هنا تجدر بنا الإشارة إلى أنه قد تم إنشاء كتلة المبنى باستخدام عناصر تخترق سطح وظيفة الممر المنزلق التي تتضمن وضع مصعدٍ للوصول إلى مصف السيارات في الأسفل والطوابق الأخرى. كما يمكن رؤية مبنى المركز الثقافي والوصول إليه سيراً على الأقدام من محطة القطار القريبة.

ختاماً نحيطكم علماً إلى أنه وبالإضافة إلى هذه المشاريع الكبيرة سيتضمّن المجمع عدة مناطق مثيرة للاهتمام يكون من شأنها تأمين ارتباطٍ بين المدينة وسكانها والبحيرة الشهيرة. ففي كل نقطة نقلٍ موجودة؛ سواءً كانت سكك حديدٍ أو مركبات كابلات “تلفريك” أو طائرات بحرية أو حافلات أو حتى قوارب، يمكننا أن نجد زيادةً في الخدمات المجاورة والمحيطة للبحيرة، حيث لا يخلق النظام العمراني الممتد من فندق فيلا أولمو مجرد ربطٍ بين الساحات والمحطات وأرصفة الميناء وحسب، وإنما يشكل عنصر ربطٍ بين البحيرة والشاطئ وبقية أنحاء مدينة كومو الإيطالية الفريدة.

إقرأ ايضًا