منتجع بكولومبيا يملؤك سعادةً

1

بتصميمٍ يحاكي الخيال ويداعب المشاعر ويتغزل بالطبيعة صممت شركة Giancarlo Mazzanti + Felipe Mesa منتجع Chairama SPA الذي يأخذ زواره في رحلةٍ فوق الجبال وعبر النباتات وبين الشلالات بطابعٍ عصريٍّ ورفاهيةٍ مُحدثة.

يقوم المشروع في منطقةٍ تقليديةٍ في بوغوتا بكولومبيا بين مبنيين آخريين. حيث كان الواجب استخدام أكبر مساحةٍ ممكنةٍ من أرض المشروع ليقوم عليها بناءٌ مكعبٌ منعزلٌ من كل الجهات عن بقية المباني ومُعرّضٌ بالكامل للضوء الطبيعي.

يرى الناظر للمبنى المكعب من بعيد أن المشروع ينقسم أفقياً لأربعة مستويات؛ حيث لا تدل هذه التقسيمات على عدد طوابقه فحسب، بل توحي بنقوشها الخارجية عن محتويات كل طابقٍ ورمزيته لمستويات الأرض الأربعة التي نراها عادةً في سلسلة جبال Sierra Nevada في سانتا مارتا بأشكالٍ نباتيةٍ وأخرى حيوانية.

تم تفريغ الواجهة بحيث تنال قدراً مناسباً من الإضاءة الطبيعية وتحظى بإطلالاتٍ شاملةٍ على المناظر في الخارج. كما اختيرت المواد بعنايةٍ فائقةٍ إبان استخدامها في المبنى برمته، فتم التركيز على الألوان الناعمة في الأجزاء التي تمثل الحياة اليومية كالزجاج والأرضيات والسيراميك المكسو بلون الخشب وما إلى ذلك، مما يمنح المكان وحدةً واتساعاً.

بالعودة إلى الخارج للحديث عن الكسوة الخارجية والواجهة نجد أنها تتكون من طبقتين، الأولى زجاجيةٌ من الداخل تتراوح فيها ألواح الزجاج ودعامات الإسمنت، أما الثانية إلى الخارج فهي عبارةٌ عن صفائح معدنية تعمها قطوع الليزر بنقوشٍ وتفريغاتٍ متنوعة تمثل الصخور والنباتات حسب طبقات الأرض. وكانت الفكرة خلف هاتين الطبقتين بأن تمنح الزجاجية منهما الضوء والشفافية للبناء، في حين تمنحة الثانية المعدنية الظلّ وتُعرّف طبيعة المكان وتحدد هويته بنقوشها ورسوماتها.

تخلق الكسوة المزدوجة حساً حميمياً دون فقدان العلاقة بين الداخل والخارج، فتعزل المساحات الخارجية وتبدو كحجابٍ يخفي خلفه المتعة والجمال والانتعاش دون أن تحرم من هم في الداخل عن رؤية الخارج.

يقع المدخل في الطابق الأول حيث صالة الاستقبال الأنيقة بجدرانٍ لامعة تتمايل عليها ظلال النباتات وكأنها تنمو حقاً على الأرضية، كما تتوسطها طاولة الاستقبال الأشبه بحوض الاستحمام الكبير ليوحي للزائر إلى أي الأماكن هو متجهٌ بحق.

كما يضم الطابق الأرضيُّ مستودعاً ومطعماً له أجواؤه الخاصة إذ يُفتح من إحدى جهاته باتجاه الردهة الرئيسية وبركة السباحة وتنتشر النباتات الخضراء بين جنباته وكأنه لتناول وجبةٍ بين أحضان الطبيعة.

أما الطابق الثاني فيضم الغرف الخاصة بتدليك الوجه، حيث لا يتجاوز تأثيثها الأسرّة الخشبية المريحة للاسترخاء أثناء جلسة التدليك، وكلها بألوانٍ مبهجةٍ متنوعةٍ بعكس الصفاء والبياض الذي يعم الجدران. وبعض الجدران بقيت زجاجيةً بالكامل لتوحي بالعمق والهدوء والراحة ولتُفعم الأجواء بالإضاءة أيضاً.

أما النعيم الحقيقي فيقع في الطابق الثالث حيث بركات السباحة التي صُممت لتلائم مختلف النشاطات والرياضات المائية للمتعة والاسترخاء. والأجمل من هذا كله أنه عندما يتم ُفتح إحدى واجهات الطابق الثالث بجدارٍ زجاجيٍّ تجاه الجبال الشرقية يشعر المستلقي في إحدى البرك وكأنه يطوف بين الجبال بنظره وهو غارقٌ وسط مياهٍ تترقرق بكل الألوان لتنوع ألوان مربعات السيراميك الصغيرة التي تفرش أرضية وجدران أحواض السباحة.

أما الأرضيات فيكسوها اللون الخشبي ليوحي بالدفء والحميمية. وتتدفق المياه على البرك بينابيع أو شلالاتٍ تخلق صخباً ونغماً ممتعاً من صوت الماء الذي يعم مساحاتٍ ضحلةٍ وأخرى عميقة لتناسب جميع الرغبات.

ننتهي بالطابق الرابع الذي ينعم أيضاً بإطلالةٍ على الجبال ويضم صالات اليوغا وكافتيريا وردهةٍ للجلوس والتسامر بين مرتادي المنتجع. وبذلك يتنقل الزائر بين الطوابق وكأنه يتنقل بين الرفاهية والرخاء والنعيم والمتعة، لتنتهي جولته بسعادةٍ صُمم المنتجع ليمنحها للناس.

إقرأ ايضًا