نادي فونتنبلو للفروسية واستمرارية طبيعية حقيقية

48

عوضاً عن أن يكون مجرد مبنى بالمعنى المعتاد للكلمة، قرر معماريو Joly & Loiret ابتكار تصميمٍ يشوش الحدود ويمزجها ليشكّل استمراريةً حقيقيةً مع المشهد الطبيعي في منطقة فونتنبلو الفرنسية.

فالمشروع هو عبارة عن مرفقٍ لاستضافة كافة الأحداث والفعاليات المتعلقة بالخيول، والموقع في قلب غابة فونتنبلو الطبيعية المبهرة.

من هنا عمد المعماريون لابتكار تصميمٍ معماريٍ وطبيعيٍّ حقيقيٍّ في آنٍ واحد، حيث يتم تطويق المشروع بحواف غير محددة تنتج عنها استمراريةٌ وظيفيةٌ ومفهوميةٌ وشكليةٌ.

لعلكم بدأتم تتساءلون عن السر الكامن وراء هذه العلاقة الاستثنائية مع الطبيعة؛ إنه بكل بساطة عبارة عن دائرةٍ مخصصةٍ للمشاة تحيط بالموقع من كافة جوانبه، مشكّلةً ممراً عاماً للمشاة تخترقه عناصر نادي الفروسية والغابة على حدٍّ سواء.

فمنذ البداية وتحديداً عند منطقة المدخل يقطع الممر منطقة العارضين قبل الصعود بلطفٍ نحو قمة سقف البناء، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالإطلالة البانورامية على المضمار بأكمله.

ومع النزول من السقف يتحول هذا الممر العريض إلى درجٍ هائل الحجم يتدرّج نزولاً عبر مستوياتٍ مختلفة من التراسات الخشبية التي تعيد الزوار إلى المدخل الرئيس عند القاعدة.

الجدير بالذكر هنا أن المشروع يشمل تجديداً كاملاً للموقع الممتد على مساحة 25 هكتاراً، هذا عدا عن بناء مبنىً رئيسٍ جديد وعدد من المباني المكمّلة.

أما عن شكل المبنى فتحدده الواجهة المنحدرة المطلة على الزاوية الجنوبية، حيث يقطعها خط الممر السقفي العريض مع الجانب المطل على جهة الشمال بمدرجات الجلوس.

وبالحديث عن الداخل فيمكننا القول أن معظم مساحات العمل والمطعم تستفيد بشكلٍ كاملٍ من الاتجاه المزدوج التي يحظى به المبنى، فعلى سبيل المثال تتمتع الغرف الشمالية المخصصة لمسؤولي الفعاليات وإدارة الأحداث بنوافذ تؤطر مناظر ملعب الخيول وتسمح في نفس الوقت بالحصول على المزيد من الضوء الطبيعي.

والأمر ذاته في المطعم، إذ تكشف واجهته الزاجاجية عن منظرٍ بانوراميٍّ مذهلٍ لملعب الخيول صيفاً، ينفتح بشكلٍ مباشر على التراس الخارجي؛ أما عن غرفة الحكّام فتبرز بشكلٍ واضح نحو الأمام، ما يسمح لهم بالحصول على رؤيةٍ خاصةٍ للمعلب بأكمله.

وهكذا يمكننا تقسيم المشروع إلى ثلاثة مناطق واضحة تتمتع كل منها بمدخلها الخاص والمستقل؛ كما يفصل بين المناطق الثلاثة ممران كبيران يصلان منطقة المدخل بمنطقة المدرجات.

لكن هنا علينا أن نوضح أن انفصال واستقلالية هذه المناطق الثلاثة هو ما يسمح للموقع بالتكيف بمرونةٍ مع استخداماتٍ متنوعةٍ ومختلفة.

وطبعاً لا يسعنا اختتام الحديث عن المعلب دون التطرق للحلول المستدامة التي تم تطبيقها هنا؛ والتي تتضمن استخدام المواد الناتجة عن الحفر لخلق منطقة التراسات، بالإضافة لاستخدام التعريشات النباتية كحاجز حمايةٍ من أشعة الشمس في الواجهة الجنوبية، هذا عدا عن تركيب أحواض ترشيح لمياه المطر وبناء واجهةٍ مهويةٍ مزدوجة الطبقات للحفاظ على برودة المبنى صيفاً (بفضل وجود مدرجات الجمهور على السقف والواجهة) والحصول على تهويةٍ طبيعيةٍ إضافية.

إقرأ ايضًا