متحف أوردوس بقعة في وجه العواصف الرملية

32

أكمل معماريو MAD الصينيون في خريف 2011 متحفهم البعيد القابع في صحراء غوبي.

وعلى شكل بقعةٍ كبيرةٍ ومتماوجة من الحبر، تم إكساء متحف أوردوس هذا ببلاطات معدنية مصقولة من شأنها أن تقاوم العواصف الرملية القوية التي تهب بشكلٍ متكرر في تلك المنطقة.

بالنسبة لصالات العرض فتقع هي الأخرى داخل بقع أصغر، يربطها مع بعضها البعض عددٌ من الجسور، في الوقت الذي تتوزع فيه المداخل على كلا جانبي المبنى، للسماح للقاطنين المحليين باستخدام الردهة كممر عبور.

وفي الوقت الذي يبدو فيه المتحف مألوفاً ومميزاً، يظهر وكأنه قد نزل في الصحراء من عالمٍ آخر أو أنه قد وُجد هناك منذ وقت طويل.

أما من الأعلى فيبدو المتحف كساحة عمرانية أشبه بكثيبٍ رمليٍّ، تزيده غنى تلك الفراغات الداخلية الطبيعية الغارقة بالضوء، لتكون النتيجة عبارة عن عمارة خارجة عن الزمن في مدينة أثريةٍ حديثة.

فبين تقاليد الشعب الراسخة وأحلام المستقبل، طُلب من المعماريين تطوير المشهد العمراني والأخذ بعين الاعتبار ثقافات الأقليات وإمكانياتها المستقبلية.

والنتيجة كانت أن صمم فريق MAD شكلاً تجريدياً غامضاً قادراً على تطوير التقاليد الصينية والاتجاه نحو المستقبل.

وفي الوقت الذي يعمل فيه سطح هذا الشكل كحاويةٍ معدنيةٍ هامةٍ للغاية لحماية المساحات الداخلية من عوامل الطقس الشتوي القارس والعواصف الرملية المتكررة في الإقليم.

أما مجازياً فتعمل هذه الطبقة الخارجية كطبقة حماية لثقافة وتاريخ المدينة ونمائها غير المعروف.

يمكننا القول أن المتحف يبدو وكأنه يطوف فوق تلةٍ من الرمل المتماوج، وهذا ما يحاكي المشاهد الطبيعية، التي يتم تدعيمها بالشوارع وأبنية المدينة.

بالنسبة لساحة المتحف فقد باتت الآن مفضلةً وقريبة من قلوب السكان المحليين، الذين باتوا الآن يجتمعون مع عائلاتهم وأصدقائهم للاستكشاف واللعب أو حتى الاستراحة في مشهدٍ طبيعيٍّ مبهج.

أما عن تجربة دخول المتحف، فتقدم لكل الزوار تناقضاً قوياً مع الجسد الخارجي للمبنى، حيث يبدو الفراغ الداخلي ككهفٍ هائلٍ غارقٍ بالضوء الطبيعي بفضل الملاقف التي تخترق جسده.

كما يرتبط هذا الكهف بوادٍ ضيق ينحت فجوةً بين صالات العرض وقاعة المعرض، وتتم إنارته بإشراق من الأعلى.

كما يتضمن المتحف حديقة داخلية منارة طبيعياً مواجهة لجهة الجنوب، وتشارك هذه الحديقة برامج المكاتب والبرامج البحثية الخاصة بالمتحف، ما يخلق بيئة عمل طبيعية.

يُذكر ختاماً أن إنجاز هذا المتحف قد قدّم للمواطنين مكاناً يرتبطوا به ويفكروا فيه بالتطورات السريعة التي تشهدها مدينتهم.

فالناس هنا يلتقون عضوياً في مشاهد طبيعية يقدمها المتحف، الذي يشكّل بدوره تقاطع التطور الطبيعي والبشري.

إقرأ ايضًا