قامت شركة service-oriented architecture بتصميم مطعم Theodor Restaurant في قلب تل أبيب بإسرائيل وبمتاخمة شارح روتشيلد وبين معالم وإرث المدينة البيضاء. والمشروع عبارةٌ عن افتتاح فرعٍ جديد لمقهى Theodor Café –Bistro في Ramat Ishay وبنفس طابعه.
إذ يتميز مطعم تل أبيب الآن بأنه أشبه ما يكون بموقعٍ أثريّ. فهو مطعمٌ ومقهىً مفعمٌ بأجواء الطبخ ويقدم أيضاً ومضاتٍ مما قد يُسميه البعض تاريخ وإرث اسرائيل خلال السنوات الستين الماضية. ويعرضها وكأنها أعمالٌ أدبيةٌ أو فنيةٌ أو ربما أغنيةٍ أو معلمٍ معماريّ، وهذا ما تُظهره الرفوف تحديداً.
وهكذا يمكن للمرء أن يتناول طعامه بين أحضان أجواءٍ متميزةٍ جدا،ً خلقها التصميم من خلال التناقض الواضح -والذي يعد سمةً للأجواء الإسرائيلية- بين قِدم المبنى وحداثة التصميم الهندسي في الداخل. فقد تم اقتطاع ألواح الخشب لصنع السقف والبار والمكتبة بمقاييس وأشكال حرة عشوائية لتوحي بالتنوع والتفاوت، ثم طُليت بالورنيش لأناقةٍ أكبر.
لتتداخل فيما بعد العناصر الخشبية مع السقف والأرضية وعناصر الإضاءة بشكلٍ انسيابيٍّ دقيقٍ ومتقن التفاصيل. وقد أفعم المصممون روح الدراما بزيادة التناقض بين المواد المستخدمة، فكان أن جعلوا الأرضية من الإسمنت دوناً عن الجدران أو السقف اللذان طغت عليهما الأخشاب دون منازع.
أما الإضاءة الطبيعية من خلال النوافذ، فقد تم التحكم بها بأن جعلت جدران المكتبة النوافذ أعمق في الجدران، وبالتالي فهي بالكاد تُوصل بعض الضوء الخفيف اللطيف لينير صاولات الطعام برقة.
وتتنوع في المكان طرق الجلوس ونوعيات الطاولات لتتراوح بين الطاولات والكراسي العادية إلى بارٍ كبيرٍ أو مقاعد قرب النوافذ وأخرى حول الأعمال الخشبية التي تتوزع في المكان.
وأخيراً نشير إلى أنه قد شمل التخطيط والتنفيذ للديكور الداخلي للمطعم تعاوناً مع مصمم الجرافيك الذي صمم الرسوم المعمارية بوئامٍ مع الهندسة المعمارية للمكان. وأفعم المكان بالتآزر والغنى بين الرسومات ثنائية الأبعاد والعمارة الثلاثية الأبعاد في محاولةٍ لزيادة المطعم حيويةً وجمال.
وفي النهاية ربما قد يكون علينا الاعتراف بأنه وعلى الرغم من عدم انتماء الأرض لهؤلاء المصممين، فهم يحاولون تجميل مكان إقامتهم وابتداع شيءٍ جديد في محاولةٍ لتجميل حقيقةٍ في أعينهم كانت قد شُوّهت منذ زمنٍ بعيد.