نصائح لتقديم العمل المعماري على أفضل وجه

12

تدور مهنتنا بأكملها حول التقديم؛ حيث يبدأ الأمر بمجرد دخولنا كلية العمارة في الجامعة، إذ يكون علينا أن نضغط ونكثّف ما قمنا به خلال فصلٍ كامل ليتم تقديمه في عرضٍ تقديميٍّ يمتد على عشر دقائق فقط، مع العلم أن هذا العرض التقديمي هو ما سيمكّن النقاد من فهم مشروعنا. ليستمر الوضع نفسه بعدها عبر حياتنا المهنية ليكون هذا العرض التقديمي أداة التواصل الرئيسة مع من يعمل معنا ومع عملائنا ولجان التحكيم في المسابقات بالإضافة طبعاً للمعماريين.

فعرضٌ تقديميٌّ ناجح قد يؤدي إلى الحصول على الموافقة على المشروع، أو يؤدي إلى رفضه إن لم يتم التخطيط له مسبقاً بشكلٍ جيد. على سبيل المثال، يختلف عرضٌ تقديميٌّ موجهٌ إلى عميلٍ ما عن نظيرٍ له يتم تقديمه إلى مجموعةٍ من المعماريين، وإن كان المشروع نفسه.

وبما أنه من المتوجب علي {كمعماري} أن أقدم عرضان تقديميّان على الأقل في الشهر الواحد فأنا أسعى دائماً للعمل عليهما بأفضل شكلٍ ممكنٍ كي لا أضيع وقت الآخرين. وهنا أخبركم بأن كتاب غار رينولدز Presentation Zen قد مثّل عنصر مساعدةٍ كبيرٍ لي فيما يتضمنه من نقاطٍ هامة استعنت بها خلال عملي، والتي سأطلعكم عليها هنا بهدف الوصول إلى أفضل عرضٍ تقديميٍّ يلائم مهنتنا.

أولاً: اعرف جمهورك

أعتقد بأن هذا أهم عنصر في الأمر بغض النظر عما تريد تقديمه، فبهدف إيصال رسالتك عليك أن تقدمها بما يلائم من ترغب بأن يفهمها. على سبيل المثال، هنالك بعض المصطلحات والمفاهيم التي نستطيع نحن {المعماريون} فهمها بسهولةٍ ولكن العملاء والجماهير العامة قد لا تفهمها في البداية. فقد نستخدم أحياناً كلماتٍ نحن من ابتكرها أو حتى نسيء استخدام بعض الكلمات مما يضلل جماهيرنا ومستمعينا؛ و {كمثالٍ على ذلك يمكن أن نذكر كلمات} “برنامج” أو “نسيج عمراني” وغيرها.

ثانثاً: اجعل عرضك بسيطاً

على العرض التقديمي أن يكون بسيطاً تماماً كمشاريعنا. حيث يجب التخلص من كل ما هو غير ضروري.

للوصول لذلك تذكروا مباني المعماري الألماني لودفيغ ميس فان دير روهِ التي لكل عنصرٍ فيها سبب لتواجده والتي لا يمكن حذف أي شيءٍ منها. وهذا غالباً قد يكون أصعب جزءٍ على الإطلاق، بما أنه علينا أن نرجع المشروع إلى أساسياته فقط. {وبالرجوع إلى نقاط غار الأساسية} يقترح الكتاب أن يقوم المعماري برسم جدولٍ لأهم ثلاثة أشياء فقط يود أن يتذكرها جمهوره من العرض التقديمي.

البساطة أجمل؛ Less is more.

ثالثاً: الصلة

ترتبط هذه الفكرة بالفكرتين الأولى والثانية. عليك أيها المعماري أن تضع نفسك مكان جمهورك وأن تطرح سؤالاً مفاده “ماذا في ذلك؟”. فقد يكون لديك الكثير من القصص والمفاهيم المثيرة للاهتمام والتي قد تود جمهورك أن يعرفها، ولكن عليك أن تحذر أن يكون لكل هذه الأمور علاقة وصلة بما تريد إيصاله لهم؛ إن لم يكن هنالك صلة فلا تتردد في التخلص منها.

رابعاً: الهيكلية

عليك أن تبدأ بالحديث عن الأساسات، لتنتقل بعدها إلى الكتلة ومن ثم إلى الكسوة الخارجية، لتختتم نهايةً بالحديث عن الفراغ الداخلي. فبهذا الشكل يكون العرض واضحاً للغاية، كما أن لهذه الطريقة أثرٌ في مساعدة جمهورك على تتبع ما تقوله والتركيز على العرض التقديمي.

عندما أقوم بأي عرضٍ تقديميٍّ أبدأ دوماً بذكر جدول العرض، وكلما انتقلنا بالحديث أكثر عن المشروع أذكّر جمهوري بالنقطة التي وصلنا إليها ضمن جدولنا. وهذا ما يساعدهم في المتابعة والتركيز وتذكر ما نحن على وشك التطرق إليه.

خامساً: ارتفاع المصعد

كي لا تتجاوز الوقت المحدد، قل كل ما تريده قبل نفاذ وقت العميل ووصول وقت مغادرته. لذا أنت دائماً بحاجة إلى نسخة مختصرة من العرض التقديمي، أو على الأقل عليك أن تعرف ما هي الأقسام التي يمكن تجاوزها وعدم التطرق إليها للانتهاء في الوقت المحدد.

يدعى هذا التمرين عادةً بـ “ارتفاع المصعد”، حيث عليك أن تخبر عميلك فكرتك في الفترة الزمنية التي يحتاجها المصعد لإنهاء جولته الصاعدة؛ أي عليك أن تقدم ما لديك في غضون ثلاثين ثانية كحدٍّ أقصى وما يعادل 130 كلمة أو أقل.

سادساً: رواية القصص

قد ذكرني التطرق للفكرة السابقة بمسودة المعماري العالمي فرانك لويد رايت لمشروعه منزل الشلال التي أنهاها بأكملها على طاولته في جلسةٍ واحدةٍ وقبل ساعتين فقط من اجتماعه مع {عميله إدغار} كاوفمان.

ومثلما رأيتم قد كانت هذه القصة مثيرة للاهتمام بالنسبة لكم كمعماريين، ففهمتم قصدي مباشرةً. فالقصص تزيد من قدرتكم على التواصل مع جمهوركم والبقاء كذلك.

هنا تستطيع أن تفكر بمشروعك كقصةٍ على سبيل المثال، وبناءً عليه تطوّر عرضك التقديمي بأكمله على أن تكون أنت راوي القصة. ولكن عليك أن تبقي في ذهنك النقاط السابقة، فقد تدمر قصة لا علاقة لها بالمشروع الفكرة بأكملها.

{هنا نقدم لكم مرجعاً مفيداً،} فالعام الماضي نشرت مجلة “فوليوم” عدداً عن رواية القصص بمقدمةٍ بقلم جيفري إنابا.

سابعاً: الثقة

حتى بعد ما يعادل مئة عرضٍ تقديميٍّ مازلت أشعر بالتوتر قبل تقديم عروضي، لكن إن كنتَ متوتراً سيلاحظ جمهورك ذلك وسيركز عليه عوضاً عن التركيز على مشروعك.

يقترح المعماري ميس كأساً من السكوتش، ولكن الأفضل من ذلك هو التدرب ثم التدرب ثم التدرب. فإن كنت على إطلاعٍ على عرضك التقديمي من البداية وحتى النهاية ستتمكن من تقديمه بانسيابيةٍ طبيعية، كما سيساعدك ذلك على أن تكون مستعداً لأي حدثٍ عرضيٍّ قد يواجهك خلاله.

آمل أن تكون هذه النصائح مفيدة في عروضكم التقديمية القادمة.

بقلم المعماري ديفيد باسولتو، مؤسس موقع أرش ديلي المعماري الإخباري العالمي

إقرأ ايضًا