“أنا” في بلاد العجائب

8

. الأعراض: أشعر بأن أي مكانٍ مرتبٍ ومنسقٍ ببعض اللمباديرات والإكسسوارات مكاناً ذو تصميمٍ رائعٍ. أشعر بالدونية عند ذكر هذا الرأي أمام أي معماري أو مهندس تصميم داخلي.

. المشكلة: أتعامل معظم الوقت بحكم عملي مع معماريين ومصممين داخليين.

. التشخيص: نظرة عادية تصيب معظم الأشخاص الغير مختصين في مجال العمارة والتصميم.

منذ سنين مراهقتي الأولى لم أكن بعيدةً أو غريبةً عن عالم العمارة، وذلك لدخول أختي كلية العمارة وتكلمها الدائم عن المشاريع والتصاميم. فمفردات مسقط، موقع عام، واجهة، مقطع ومنظور لم تكن مفردات غريبة عن مسمعي، إلا أنها لم تعنِ لي شيئاً، باستثناء شيءٍ واحدٍ، كانت تشعرني بالتميز عندما كنت أفهمها أو أتحدث بها أمام أصدقائي وصديقاتي البعيدين تماماً عن هذا العالم.

وعلى الرغم من إلمامي المحدود ببعض المفردات والمفاهيم المعمارية، كنت أشعر بالدونية عندما كانت أختي ترمقني بنظراتها المستهجنة عندما أمتدح جمالية مكانٍ معينٍ. حيث كانت أجوبتها لا تخلو من بعض هذه الكلمات مثل: عادي، غير مميز، لا ذوق فيه، لا علاقة له بالتصميم لا من قريب ولا من بعيد.

وبالطبع كانت هذه الكلمات تحبطني. ولكن أكثر ما كان يزعجني في الأمر هي جملة واحدة، تقتلني..تدمرني..ترفع ضغط الدم في شرايني..”والله مانك شايفة شي.”

والآن وقد دخلت عالم العمارة بحكم عملي كرئيسة تحريرٍ ومديرةٍ تنفيذيةٍ لهذا الموقع، بدأت أفهم، بل فهمت تماماً ما كانت أختي ترمي إليه.

فبعد رؤيتي لتصاميم أشهر وألمع المعماريين في العالم، وتعرفي على مختلف مواد البناء المميزة وأساليب الديكور الإبداعية، أدركت بأنني بالفعل أعيش في عالمٍ آخر، بعيدٍ تماماً عن العمران، أي أنني حقاً “ماني شايفة شي.”

ومع مواجهتي لهذا الواقع المرير، أدركت بأن الدواء لمرضي وعلتي هو الاكتفاء بكمّ السعادة والبهجة الذي يؤمنه لي عملي، من خلال التجوال في أرجاء وأرحاب هذا العالم العجيب الغريب، حتى ولو كان……..افتراضياً.

إقرأ ايضًا