بيت العمر

8

سقف حجري، رسوم جدارية، أثاث من الحجارة وجلود الحيوانات… ربما لا تشكّل بيت أحلامكم، لكنها كان فيما مضى بيت أحلام إنسان مثلنا تماماً، ومن أيامه إلى يومنا هذا لازال الإنسان يفكّر بنفس الطريقة، لكن بأدوات مختلفة حين يتعلق الأمر بحلمة الأكبر “بيت العمر”.

يحلم معظم الناس إذا لم يكن كلهم ببيتٍ يمضون حياتهم فيه… يختارون ألوانه ومواد بنائه ويفترشون زواياه لتشكل جزءاً من حياتهم اليومية، ليبقى هذا البيت خلفيةً في معظم صور ذكرياتهم…

يستحفز البيت في كل إنسان المعمار الكامن داخله… فمثلاً يبدو لي البيت كنوعٍ من أنواع “تحديد المناطق” الذي تقوم به الحيوانات غريزياً حين تنشر رائحتها ومفرزاتها محددةً منطقةً خاصةً بها، والإنسان ليس استثناءً حين يرغب بأن يكون لديه فراغه الخاص ومنطقته المعزولة التي يحتلها هو فقط، لكن ما يميزه عن الحيوان هو هذا الحس “المعماري”، إن أمكننا القول، الذي يمارسه الإنسان داخل “منطقته” هذه، فبعيداً عن مستلزمات الحياة ومسهّلات العيش الوظيفية، لا يستغني الإنسان عن العمارة في منزله، وحين يتعلق الأمر بأحلامه نجد أنه قد مارس العمارة في ذهنه طويلاً ليرسم صورة “بيت العمر”.

لكن السؤال يبقى هنا، كيف يمكن للمعماري المحترف أن يدخل إطار هذه الصورة؟ كيف يمكن له أن يلقي عليها نظرةً وهي داخل ذهن كل زبون جاهزة و”مهندسة”؟ وكيف يمكن أن يقبل “زبونه” بأي تغيير جذري أو حتى تعديل على تلك الصورة؟ وبأي حق سيسلبه هذا المعماري دوره هو كمعمارٍ أول لمنزله؟…مشكلة!!

بقلم المعمارية مروة الصابوني

إقرأ ايضًا