جناح Shenzhen في شنغهاي 2010..رؤية مستقبلية للمعرض العالمي

13

نستهلّ خبر اليوم بالحديث عن تصميم جناح Shenzhen Case داخل الجناح الايطالي في معرض شنغهاي 2010 بتوقيع شركة Urbanus المعمارية الصينية والمعروفة من قبل بتصميمها Jade Bamboo Culture Pazla ومبنى Integrated Teaching Building في الجامعة الصينية في هونغ كونغ ومشروع Tulou Housing Guangzhou.

فلطالما كانت مدينة Shenzhen طفل أنبوبٍ تتم رعايته بحماسة من جانب الصين في القرن الماضي، وبتوقعات ٍكبيرة من والديه، نمت وبشكلٍ سريعٍ للغاية في البداية، وجرت عليها من التعديل والتوسعة أحياناً وفقاً لخططٍ دقيقة عند الضرورة، كما شهدت في نفس الوقت الكثير من النجاحات وخيبات الأمل.

حيث شهدت السنوات الثلاثين الماضية تغييرات جذرية ونضالات شاقة مصحوبةً بالانتقادات والنزاعات أو حتى الاتهامات بين الحين والآخر، ولكن هناك شيءٌ واحدٌ مؤكد بأن Shenzhen هي أكثر بكثير من مجرد مدينةٍ تتجسد للشعب الصيني، إنها أيضاً مسقط رأس الروح الصينية والحدود لأحلامهم.

إنها حلم الأمة بأسرها أولاً وقبل كل شيء، فنضال Shenzhen للتخلص من قيودها يمثل أيضاً نضال الأمة جمعاء، إنها منطقةٌ غير عادية واستثنائية في دولةٍ مركزية، وعلاوةً على ذلك، فإن بعدها عن مركز السلطة وبقاؤها هامشيةً بشكلٍ نسبي، يوفر فرصةً جيدة ليكون أكثر انفتاحاً وشموليةً وجرأةً، من ناحيةٍ أخرى، فإن اتصاله مع العالم الخارجي يساعد على بناء إطارٍ يمكن من خلاله أن تنفتح المدينة على العالم الخارجي وتتفاعل مع هويتها المزدوجة…إنه بوابةٌ مفتوحة أكثر من أي وقت ٍمضى.

على مدى الثلاثين عاماً الماضية ما زالت Shenzhen تطرح أسئلةً جديدة على الدوام فكل سؤال يلّح علينا بجوابٍ ما، واجتمعت كلً أجوبتنا معاً لتخلق أكثر تجربة ثمينة في تاريخ الصين الحديث.

فمعجزة Shenzhen وعلى مرّ تلك السنوات، تصوّر لنا النقلة النوعية للمجتمع الصيني خلال تلك الفترة، وفي حين تمثل الصين منبعاً للأحلام، ترمز Shenzhen إلى الترابط ودمج أحلام المواطن الفرد وطموح الأمة الجماعية، وبالفعل تحقّق هذا الاندماج بفضل نظامٍ مؤسسي ملائم وبالاستفادة من موقع Shenzhen الجغرافي.

أما اليوم فإن جناح Shenzhen في شنغهاي 2010 يحاول أن يجمع ذكريات المدينة، فقد تصميمه كمرآةٍ تعكس لنا أحلام الكثيرين من مواطني المدينة، حيث يلعب المعرض العالمي دوراً كبيراً في إبراز التنمية الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي والاتجاهات الثقافية للبلدان.

أما هنا فإنه تجمعٌ ثقافي وعلمي حيث يلتقي اقتصاد المدينة والدولة معاً، ويصوّر في الوقت نفسه مستقبل الإنسانية وينقل هذه الصورة من خلال نافذة المعرض، فبينما يبذل الناس جهوداً متواصلة لخلق المعجزات التكنولوجية والثقافية، يقدّم المعرض العالمي وليمةً دسمةً وفاخرة، والتي تقوم المعلومات الهائلة والتطورات المتسارعة في الاحتياجات التجارية بتحويلها إلى وجباتٍ سريعة سهلة التناول من قبل زائريه.

فقد نتج الآلاف من الأجنحة الرائعة عن هذه المسابقة الضخمة التي تتميز بوابلٍ من الأفكار والمعلومات، والتي يمكن بالكاد الحفاظ عليها أو قلّما تستطيع أن تثير نقاشٍ أكاديمي ذي قيمة حقيقية، فهل يا ترى بمقدور جناح Shenzhen كسر هذا الاتجاه نحو المحفزات الحسية القصيرة الأمد، وهل بإمكانه أن يتجاوز عظمة “بحرٍ من المعارض” وخلق قيمةٍ أعلى بينما يقدم لنا المشاهد الحسية نفسها ولكن يحرضنا في الوقت نفسه على التفكير بعمقٍ أكثر بالآثار الطويلة الأمد؟

وفي النهاية وكما هو شعار المعرض العالمي في شنغهاي لعام 2010 “مدينةٌ أفضل، حياةٌ أفضل”، والذي يعتبر بحالة وئامٍ مع الإيقاع العمراني السريع التي تشهده الصين، فإن منطقة “أفضل الأعمال العمرانية” والتي تضمّ جناح Shenzhen، هي مساحة عرضٍ مميزة تمثل رؤية مستقبلية لمعرض شنغهاي العالمي.

إقرأ ايضًا