مواد البناء: الحجر

271

الحجر الطبيعي من مواد البناء التي استخدمها الإنسان منذ القدم، بعد أن وجد أن الكتل الصخرية المتوافرة في الطبيعة تشكل مادة مناسبة لإقامة الأبنية كالمعابد والمدافن والقصور والمسارح.

وتُسمى طريقة استخراج الكتل الحجرية من المقالع “المحاجر” بالتحجير. وتبدأ العملية بإزالة الطبقة الترابية العلوية التي تغطي الطبقة الصخرية ويتم الاستعانة بالتشققات الطبيعية وإحداث أخرى بعمل ثقوب أسطوانية عميقة وملئها بالبارود ومن ثم تفجيرها لاستخراج الكتل الحجرية. ويكثر هذا النوع من الطبقات الجيولوجية في بلاد الشام ويندر تواجده في الجزيرة العربية.

ويسمى الحجر حسب المنطقة المستخرج منها ومن أشهر الأنواع جماعين وقباطية من فلسطين، ومعان وعجلون من الأردن. ويتم تصنيف الحجر بعد إجراء الفحوصات المخبرية فيما يتعلق بنسبة الامتصاص للماء والوزن النوعي وإجهاد الكسر ومعيار التمزق والتآكل السطحي.

ويطلق على عملية تجهيز الحجر للبناء بعملية تصنيع الحجر حيث يتم توريد الكتل الحجرية إلى المناشير الآلية لتقطيعها إلى أحجام أصغر ثلاثية الأبعاد تعرف بالطول والارتفاع وسماكة الحجر وهو ما يعرف بتربيع الحجر.

ولإكساب الحجر الشكل الطبيعي وإخفاء السطح الناعم الناتج عن التربيع، يتم نقش الحجر أو ما يعرف بالدقاقة بالطريقة اليدوية التقليدية أو بطرق ميكانيكية. وينتج عن ذلك أشكال أساسية معروفة بالطبزة (كتلة طبيعية نافرة) والمفجر والمنقر والمطبة والمسمسم والمنشور على التوالي من حيث النعومة.

ويتم بالبناء بالحجر أفقياً بعد ضبط الأفقية والشاقولية وبما يعرف بالمدماك، حيث يتم البدء من الزوايا و سلاح الفتحات ويتم التسكير لما بينهما لكل مدماك أو صف.

وتتوالى العملية في المداميك مع ضمان التشريك. وهناك عدة طرق لبناء الحجر، إما بالبناء والتثبيت بالباطون والصب خلفة، أو بطريقة التلبيس بالسكك والمرابط.

وبعد الإنتهاء من بناء الجدران الحجرية يتم التنظيف إما يدوياً أو بواسطة الفراشي المثبتة على ماكينة الجلخ أو ما يعرف بالصاروخ. وتحرر الفراغات الأفقية والعامودية بين القطع الحجرية “الحل” ويجري ملئها بالمونة الإسمنتية حسب اللون والعرض المطلوب، كما يمكن ترك الحلول بدون معالجة عند الرغبة بذلك.

ومن مزايا البناء بالحجر المنظر الجمالي المميز والمرونة الكبيرة المعطاة للمعماري في التلاعب بالكتل وإمكانية التنويع في اللون والنوع، كما أن الأبنية المشيدة بالحجر تمتاز بطول العمر وقلة الحاجة إلى الصيانة والقدرة العالية على العزل الحراري صيفاً وشتاءً.

ويؤخذ على الحجر الكلفة العالية وامتصاص الأنواع الرديئة منه للماء وظهور التشققات والفجوات والأملاح على السطح. وينصح بعدم استخدام حجر البناء الطبيعي في الأبنية الملاصقة للشوارع المزدحمة بالسيارات حيث تتسبب عوادم السيارات بتحويل لون السطح إلى اللون الأسود.

ويتوجب التنبيه إلى أن هناك من يحاول التلاعب بلون الحجر وذلك بسكب الأسيد على الحجر مما يتسبب في تفاعل كيماوي يتغلغل في الحجر كما هو مبين في الصورة.

إقرأ ايضًا